إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 22 سبتمبر 2012

أبطال فى طى النسيان((مالكوم اكس))

مالكوم اكس Malcolm X) أو الحاج مالك شباز




يعد من أشهر المناضلين السود في الولايات المتحدة وهو من 

الشخصيات الأمريكية المسلمة البارزة في منتصف القرن 

الماضي، والتي أثارت 



حياته القصيرة جدلاً لم ينته حول الدين والعنصرية، حتى أطلق 


عليه "أشد السود غضباً في أمريكا". وهو مؤسس كل من المسجد 

الاسلامى



ومنظمة الوحدة الافريقية  الامريكية  كما أن حياته كانت سلسلة 


من التحولات حيث انتقل من قاع الجريمة والانحدار إلى تطرف 


الأفكار 


العنصرية ثم الى الاعتدال والاسلام


 وبات من أهم شخصيات حركة أمة الاسلام  قبل أن يتركها 

ويتحول إلى الإسلام السنى ، وعندها كتبت نهايته بست عشرة 

رصاصة في 


حادثة اغتياله


كان الرجل الثاني في حركة تسعى لتوحيد السود في أنحاء العالم. اغتيل في مدينة نيويورك. فسر أتباعه موته بأنه تضحية من أجل الثورة 


السوداء، وسرعان ما أصبح بطلاً لتلك الحركة. في عام 1946م، حكم على مالكوم إكس بالسجن في ولاية ماساشوسيتس بالولايات المتحدة 


الأمريكية بتهمة السطو. وأثناء وجوده بالسجن تبنى معتقدات المسلمين السود، وهم أعضاء حركة دينية كانت تؤمن في ذلك الوقت بانفصال 



الأعراق. وبعد إطلاق سراحه في عام 1952م، أصبح مالكوم إكس متحدثا رسميًا باسم المسلمين السود. وفي عام 1964م، وعقب اختلافه


 مع زعيم المسلمين السود، أليجا محمد، كون مالكوم إكس جماعة منافسة، هي منظمة وحدة الأمريكيين من الأصل الإفريقي. وقد قتل مالكوم






 إكس قبل أن تترسخ هذه المنظمة.





كان لمالكوم إكس الفضل الكبير بعد الله في نشر الدين الإسلامي بين الأمريكيين السود، في الوقت الذي كان السود في أمريكا يعانون بشدة من 


التميز العنصري بينهم وبين البيض، فكانوا يتعرضون لأنواع الذل والمهانة ويقاسون 

ويلات العذاب وصنوف الكراهية منهم. فقد حفظ الله 



دعوة الإسلام ببلد متسع الأرجاء كثيف السكان مثل أمريكا وصحح مالكوم إكس مسار الحركة الإسلامية التي انحرفت بقوة عن الحق ودعا 


إلى عقيدة أهل السنة والجماعة، وصبر على الصدود والإعراض والإيذاء حتى كانت 

نهايته كما تمنى شهيد كلماته ودعوته للحق




ولد مالكوم إكس أو مالك شباز بمدينة ديترويت سنة 1340 هـ لعائلة كبيرة وعائل فقير لم يلبث أن قتل للعنصرية على يد عصابة من البيض 



فنشأ مالكوم في هذه البيئة القائمة فشحن الفتى من صغره كرهًا وبغضًا على البيض وكل ما هو أبيض وطرد مالكوم من مدرسته وهو في 


السادسة عشر من عمره فانتقل من مدينته إلى نيويورك حيث عاش حياة الفاسد والجريمة التي انتهت به إلى السجن وكان دخوله السجن نقطة 



تحول في حياته. حيث التقى في السجن بزميل له حثه على التفكير والقراءة فأثر في مالكوم بشدة وفي تلك الأثناء جاءته رسالة من أخيه 


يدعوه للدخول في الإسلام والانضمام لجماعة أمة الإسلام فأعلن مالكوم دخوله في الإسلام.


وأقبل على قراءة الكتب خاصة التاريخية والاجتماعية حتى أنه كان يقضي خمس عشر ساعة متصلة في القراءة حتى أتى على كتب كبار لم


 يتوفر لغيره قراءتها وحصل كمًا جيدًا من المعلومات، ودخل في مناظرات في السجن مع القساوسة والنصارى أكسبته جلدًا وحنكة وخبرة في

 مخاطبة الناس وإقناعهم



بعد أن خرج مالك من السجن قابل إليجا محمد زعيم حركة أمة الإسلام الذي توسم فيه الثورية والكره الشديد للبيض والقدرة الإقناعية العالية 


فضمه إلى مجلس إدارة الحركة وجعله وزيرًا - أي إمامًا - لمعبد في بنيويورك فأبدى مالك كفاءة هائلة في الدعوة للحركة ومخاطبة الناس 

وزار الجامعات والحدائق والسجون، وأماكن التجمعات لدعوة الناس للإسلام، وأثر بحلاوة كلامه في الكثيرين فأسلموا على يديه، ومن هؤلاء 


الملاكم العالمي  محمد على كلاى ، وفتحت له قنوات التلفاز أبوابها يعقد المناظرات على الهواء ويدعو لحركته


كل هذا بسبب التحول الهائل الذي حصل له في السجن، والذي بسببه أصبح مالكوم 

اكس إلى الحاج مالك الشهباز، ويكون أكثر الأمريكيين


السود تأثيرا، يمتد تأثيره إلى اشخاص مثل محمد علي كلاي، يقود الثورة السوداء ضد 

العنصرية البيضاء، وهو صاحب المقولة الصوت أو 


الرصاصة لكن في النهاية أتته رصاصة غادرة وضعت حدا لحياة حافلة بالاحداث والمواجهات, مات مالكوم اكس على يد الشخص الذي 


انتشله من عالم الانحطاط إلى العظمة.ففي إحدى خطبه التي كان يقيمها للدعوة إلى الله

 أبى الطغاة إلا أن يخرسوا صوت الحق فقد اغتالته


 أيديهم وهو واقف على المنصة يخطب بالناس عندما انطلقت ست عشرة رصاصة 


غادرة نحو جسده النحيل الطويل وعندها كان الختام


مالكوم اكس






لقد كان خروج مالكوم من جماعة أمة الإسلام بمثابة ولادة ثانية له عقب الأولى داخل السجن، فقد انقشعت تلك الغشاوة عن عينيه وبدأ يبصر 


الأشياء على حقيقتها، فقد تحرر من أغلال ذاك التنظيم ليبرز زعيماً لا منافس له بين السود الأمريكيين منافحاً عن حقوقهم لكن هذه المرة 


بعيداً عن ذاك التعصب الأعمى، متوجاً هذه المرحلة من حياته برحلة حجٍ إلى مكة تعرف من خلالها على العالم الإسلامي وعلى دين الله 


الصحيح، فوجد فيه رسالةً لتحرير الإنسان كل الإنسان مهما كان لونه وعرقه من أغلال العبودية والإستغلال، رسالةً كانت أمريكا في ذاك 


الوقت في أمس الحاجة لفهمها لأن الإسلام كما ذكر مالكوم أثناء حجه:



«الدين الوحيد الذي يملك حل المشكلة العنصرية فيها.»


وليس أبلغ من كلمات لوصف هذه الرحلة من ما ذكره مالكوم بنفسه حيث قال:



« لقد أوسع الحج نطاق تفكيري وفتح بصيرتي فرأيت في أسبوعين ما لم أره في تسعٍ وثلاثين 

سنة، رأيت كل الأجناس من البيض ذوي العيون

 الزرق حتى الأفارقة ذوي الجلود السوداء وقد ألّفت بين قلوبهم الوحدة والأخوة الحقيقية 

فأصبحوا يعيشون وكأنهم ذاتٌ واحدة في كنف الله الواحد.»

عاد الحاج مالكوم الشباز إلى بلاده إنساناً جديداً باسمٍ جديد يشير إلى أصوله الأفريقية 

ليتابع نضاله ضد التمييز العنصري في أمريكا متسلحاً 

بالإيمان ناشراً دين الله في طول البلاد وعرضها، فالإسلام كما يذكر مالكوم:

«الدين الوحيد الذي كان له القوة ما جعله يقف في وجه مسيحية الرجل الأبيض ويحاربها.»


يقصد بذلك المسيحية التي حملها المستعمر في حملاته الصليبية على العالم، لقد 

أصبحت بذلك دعوة مالكوم عالمية فزار العديد من بلاد العالم 

وخصوصاً في القارة السمراء مؤسساً بذلك منظمة الوحدة الأفروأمريكية وقد أضحى
 أعلى صوتاً وأقوى حجة زارعاً بذور الحقد والضغينة في 

قلوب جماعة أمة الإسلام ومؤسسها وقد بدأ رصيدها في الانحدار ليتخذ القرار بإسكاته 

عن طريق التهديد المتواصل أو قتله إذا اقتضى الأمر

، وهذا كله يجري تحت نظر وسمع وكالة المخابرات الأمريكية. لقد زاد مالكوم من 
نشاطه محاولاً أن يعطي كل ما لديه قبل فوات الأوان، فقد


 عرف بفطرته السليمة وخبرته الواسعة وعلمه الغزير أن أجله قد اقترب فهذا هو درب 

السائرين إلى الله الساعين إلى الإصلاح ينتقلون من 

محنة إلى أخرى إلى أن يختارهم الله إلى جواره، إنه زمن الشهادة قالها مالكوم لأحد الصحفيين:

« أنا الآن أعيش زمن الاستشهاد فإذا حدث ومت فإنني سأموت شهيد الأخوة وهي الشيء

 الوحيد الذي يمكن أن ينقذ البلاد، لقد وصلت إلى هذه القناعة 

بعد تجربة شاقة ولكنني وصلت إليها.»


لقد أراد مالكوم أن يحقق بموته ما سعى لتحقيقه في حياته يسجل هذه المرة ببرهان 

الدماء بعدما وصلت الحواس إلى نهاية الطريق. إنها 

الحرية التي قال عنها:قالب اقتباس فكان له ما أراد حيث انطلقت ست عشرة رصاصة 

لتستقر في جسده النحيل وهو واقف على المنصة 




يخطب الناس وذاك في الحادي والعشرين من شباط سنة 1965 بمدينة نيويورك، لينال 

الحرية المطلقة من كل أغلال الدنيا وأوزارها، لقد 


كان الختام ولنعم الختام.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق