إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 30 نوفمبر 2020

إذا كان الموت آتيًا لا ريب فيه

 كيف يمكن للعقل أن يحتفظ بذكرى  من كتاب ؟  ، كيف للشخص أن يعيش فقط على لحظات  من فترات سابقة  فى حياته  ، من طفولته تحديدًا ،  تضع تلك اللحظات فى جانب خفى من الذاكرة لتلجأ إليها عند الحاجة ، لتحاول لم شتات نفسك واستعادة ماتبقى منك ،  لتتذكر كم كانت الحياة جميلة والأيام كانت رائعة ، كم كانت مدهشة القراءة والتمتع بالكتب والتنقل بين العوالم المختلفة ، الأبطال الذين أحببناهم والحياة التى تمنينا أن نعيشها ، تدرك كم كنت رائعًا والأحلام  كانت قابلة للتحقق لتكتشف الآن كم كنت ساذجًا ، لحظة مميزة أحتفظ بها كانت من ملف المستقبل على ما أعتقد ولست أجزم  للدكتور نبيل فاروق ، البطل يضحى بحياته من أجل أصدقائه وقبل أن يفعل ذلك يقول " وإذا كان الموت آتيً لا ريب فيه فلأمت فى سبيل من احب " لم أحاول الإقتراب من تلك  اللحظة ومازالت تلك  الذكرى على نقائها ، فقط احتفظت بها كما هى  ، لم أحاول تذكر فى أى عدد قرأتها ولا اسم البطل الذى أردت ان أكونه ، أضحى من أجل الجميع  ، قبل أن نرى الحياة على حقيقتها ،  لقد تعرضت تلك الأحلام للخدش والأمنيات للدهس تحت وطأة أشياء لا تفسير لنا ، لم يتبق لنا من كل تلك الأحلام  وفى كل الحياة سوى لحظات ، فقط لحظات لا نعيشها بل نعيش على ذكراها .

حتى الأحلام يمكن سرقتها

 كان له قرين  ، يسرق أحلامه  ويحقق أمنياته ، يعرف أفكاره فينفذها ، يرتدى ما يتمناه  ويحقق مبتغاه ، ربما أخذ دوره فى الحياة  ، كانت مهمة القرين مزاحمته ، تكرر الأمر مرات ومرات والقرين لا يدرك  ولا يتعمد ذلك ، ولكنها الحقيقة وهذا ماحدث ، الامر صعب شرحه ومن المستحيل فهمه ولكن بكل تأكيد " حتى الأحلام يمكن سرقتها " 

اغتيال

كان صغيرًا يريد اللعب ، فتى صغير بقلب كبير وأحلام لا يسعها العالم  ، لم يسمحوا له باللعب مطلوب منه العمل ، رفض وقرر اللعب ، ترك العمل وذهب للعب طارده أحدهم  ، كان يختبىء بين الأشجار ، باغته من الخف أبرحه ضربًا ، اغتالوا طفولته واغتالو حلمه  ، كان أخاه من أرشد عن مكان اختبائه ، شارك فى اغتياله . 

انكسار

 كان وحيدًا إلا من أخ صغير ، كتب الله على هذا الصغير الشقاء ، أدارت له الحياة  ظهرها وولت عنه العدالة  ، ذات مرة تعرض الصغير للضرب استنجد بأخاه الكبير ، كان الفتى فى مثل عمر الكبير ولكنه كان اشرس والكبير كان أضعف ، أبرحه الفتى ضربًا  هو الآخر ، أخذ يبكى لأنه لم يستطع نجدة أخاه الصغير، والصغير كان يبكى لأن أخاه الكبير لم يستطع نجدته ومن   ضربهما كان يضحك .

السبت، 28 نوفمبر 2020

الزمالك ، الشر دائما هو من ينتصر .

 فاز نادى اللماليم الصهيونى على نادى الزمالك المصرى  فى نهائى دورى أبطال أفريقيا 
فاز الشر وانهزم الخير كما هى عادة الحياة ، ساد الأسود وانطفأ الأبيض فى ليلة حزينة كما هو الحال دائمًا ، كنا نطمح للعدالة أن تتحقق وللحقيقة أن تسود ، ولكن متى كان الخير هو من ينتصر ؟ نادى حقير وجماهيره مجموعة من الغوغائيين ، وكاأنك تعيش فى مدينة البهائم وبلومون على داروين أنه قال  أن الإنسان سلفه قرد فالقرد أشرف من كثير من البشر  ، فمثل هكذا جماهير تحتاج إلى دراسة نفسية هى مستحيلة ولكنها ممكنة ، كيف يمكن أن تتجمع كتلة غباء مع لزوجة مع غباء  ثانى مع تخلف نفسى   فى مجموعة متخلفة من البشر إنهم أشبه بالسرطان القاتل ، المرض المستشرى الذى لا يمكن علاجه  ، كيف يمكن للحياة أن تخذلك مرات  ومرات ؟!! ، كيف ينتصر الأغبياء المغفلون دائما ، ستون مليون حمارًا أو يزيد أنت مجبر على التعامل معهم فى الشارع وفى المقاهى  وفى كل مكان  أنت مضطر إلى رؤيتهم ، ثم تسألنى لماذا كل هذه الإنتكاسات  ؟!!!  نظرة صغيرة  لكل هذا التخلف تعرف السبب ، فوزهم مشبوه وبطولاتهم حرام وجمهورهم مجموعة من السوقة  وإدارتهم تعمل على طريقة العاهرات الدفع من تحت الطاولة وليس على الملأ  ، نادى لزمالك يتم محاربته من الجميع حتى من منتسبيه الذين لن نرحمهم فى يوم ما ، سنلقى بهم إلى مزبلة التاريخ بجوار السوقة والمتخلفين  ، إن الزمالك يشبه مصر المكلومة الحزينة المغلوبة على أمرها التى يحاربها الجميع  ، يمكننى ان أشجع ماكابى حيفا الإسرائيلى ويمكننى أن أتمنى له الفوز حتى لو كان يلعب له شارون ونتنياهو ولكن يوما لن  أفرح لهذا النادى الحقير نادى اللماليم  ولن أتمنى لهم سوى جحيم يتعفنوا فيه  للأبد .

الأربعاء، 25 نوفمبر 2020

الإنفصام الشرقى ايجى بست نموذجًا

فى صراع الشرق مع الغرب جبل جليد  لا ينهار ، وانفصام لا يختفى  ، لأكن دقيقًا فصراع المسلم المتدين على الأقل شكليًا  يغرد خارج الإطار ويدور فى حلقة مفرغة  ، فهو سباق  إلى الرغبة فى الهجرة إلى الغرب  ، حريص على تغيير سلوكهم  كيف لا أعرف 
تناقض غريب لا يمكن تفسيره  فإذا كانوا  هم  قد قبلوك على مافيك من مساوىء فعلى الأقل احترم طبيعتهم  التى وجدتهم أنت عليها  واستقبلوك من خلالها . فى تلك الفترة عاشت فرنسا أجواء ملبدة بالغيوم بسبب  عرض كاريكاتير مسىء لنبى الله محمد صلى الله عليه وسلم  تسبب فى مقتل من قام بعرضه ، وهنا لا بد من ذكر الملاحظات  :- - لا يوجد حرية مطلقة فى أى عرف أو شريعة أو قانون  هل يمكنك تخيل مباراة كرة قدم بدون حكام  أو  قوانين للعب  ، هل يمكنك تخيل تعليم جامعى يستوى فيها الجميع  بالتأكيد لا فلا حرية مطلقا  نهائيا  . -  بلاد الغرب  تدفع ثمن حريتها المزعومة ورغبتها فى إظهار الحضارة المفتعلة عن طريق استقدام  المتطرفين فكريًا  وتوفير بيئة خصبة لهم لنشر أفكارهم الهدامة  وتدفع ثمن تشدقها بذلك  - لا مبرر للأشخاص الذين يريدون فرض أفكارهم بالقوة والإرهاب  على أشخاص لا تعنيهم تلك الأفكار .- العرب مجرد ظاهرة صوتية هذه إحدى الحقائق المطلقة التى لا تقبل الشك ولكن لماذا كان ايجى بست هنا نموذجًا هذا الموقع  خاص بقرصنة وسرقة  وأشدد على كلمة سرقة جميع الأفلام والمسلسلات الصادرة من الشرق والغرب ومن كل اتجاهات العالم  وفى بجاحة يحسد عليها وتناحة قل أن تجدها تجده وقت الأزمة فى صدر صفحته الرئيسية يقوم بتثبيت جملة " إلا رسول الله  "  وهذا يبرز أمرين أولهما  أن  تلك عشوائية وغوغائية لا يمكن تفسيرها تحت أى ظرف نفسى أو اجتماعى   أتذكر أشعار أحمد شوقى مشى الثعلب يومًا فى ثياب الناسكينا فعلى الأقل احترم عقولنا  ولا تقم بالسرقة اولا من الغرب الذى تعاديه أو من الشرق الذى يؤيدك  ، ثانيهما ان المسؤول عن الموقع  ربما لا يعنيه  ماحدث من الأساس مثل الكثير  ولا تضره الإساءة  ولكن هو مع ركوب موجة الدفاع العشوائى الغير منطقى  وهذا يعود بنا إلى الظاهرة الصوتية .
عموما مقتل من  قام بعرض الرسوم المسيئة مرفوض وغير مقبول والإساءة ايَضًا غير مقبولة ، نهذا مايرجع بنا إلى  أول ثلاثة أسطر من التدوينة 
..................................
تدوينة للتوثيق فقط . 

فى منتصف الموجة الثانية

 نحن الأن وبالتحديد فى نوفمبر 2020 فى منتصف الموجة الثانية من فيروس كورونا الذى مازال  مخيبًا للآمال على المستوى الشخصى  ، فإذا كنت مخيرًا بين الرخاء أو الشقاء للبشرية فسأختارلها  الشقاء  ،  ولكن السمة المميزة للأجواء المصرية فى تلك الفترة هى الإستهتار واللامبالاة  ، الجميع هادىء لا شىء يدعو للفزع  ، لم تعد الأخبار مقلقة  ، ولاشىء يدعو للخوف ، ربما لأن الأغلبية ماتوا منذ فترة بعيدة وبالتالى لن يجد الموت لديهم ما يأخذه  ، عموما هى أجواء عادية والفزع غير متواجد ، خاصة مع انتشار أخبار بدء توزيع اللقاح  ، السمة الثانية الابرز هو اعداد الإصابات لا أحتاج إلى  أى ذكاء أو مجهود كى أدرك  أنها غير واقعية ولكن ما يحدث أن الفيروس يتشابه مع البرد العادى فبالتالى صحيح الجسد لن يتأثر ويقوم بعزل نفسه من تلقاء نفسه دون إبلاغ السلطات  ، وبرأيى أن الحالات المعلن عنها هى تلك فقط التى تعانى وتتطلب الإدخال إلى العناية المركزة وبالتأكيد أغلبها يعانى من مشاكل فى التنفس  .
ولكن هى تجربة تمثل صميم هذا المجتمع فى البداية الهلع  والخوف واختفاء كل الكمامات  من الصيدليات  والكحول واتباع  الإجراءات الصحية  والإهتمام بالنظافة بشكل أدق ومتابعة  غسيل الايدى بشكل متكرر ، ثم الآن لا شىء ،  كان شىء لم يكن وكاأن الفيروس لم يتواجد ، التجمعات متاحة ومباحة  والكمامة  ليست منتشرة  فى التعامل  والجميع يتعامل  بهدوء دون فزع  .
الأربعاء 2020/11/25

الرعد فى سماء القاهرة

 البوم الأربعاء 2020/11/25 وفى  منتصف النهار ضربت أمطار غزيرة محافظة القاهرة 
كانت الأجواء هادئة وفجأة  انقلب الليل إلى نهار وزادت شدة الرياح وزادت برودتها وانهمر المطر غزيرًا وكان صوت الرعد المخيف حاضرًا  ، اجواء عاصرت  ما هو أسوأ  من حيث غزارة الامطار وشدتها ولكن لا يوجد ما هو أسوأ من القاهرة عندما تضربها الأمطار تصبح مفككة مهلهلة كحياتى  ، تصبح غير محتملة وغير مقبولة  .

الثلاثاء، 24 نوفمبر 2020

تأثير رحيل الأحباب نموذجين متناقضين

 فقدت إيمانى بعد أن قمنا بدفن هذا الصغير وورايناه التراب وتركناه للظلام  وأغلقنا عليه القبر ، كتبت  قصيدة فى عقلى  أعبر فيها عن إعتراضى  ، دفنته ودفنت معه الحياة ، انتهت معه كل الكلمات التى تتحدث عن الامل أو العدل  ، سُلب حياته وانتهت حياتى ، رحل عن حياته ورحلت عن حياتى  ، كانت الصدمة غير متوقعة ورد الفعل صمت فقط ، ثم بدأت أصرخ ثم نوم متكرر ثم نوبات اكتئاب ثم كوابيس متكررة  لم تنتهى إلى اللحظة ثم إيمان فُقِد للابد  ، الأمر نفسه كان كابوسًا لا يمكن وصفه ، كل شىء حدث بسرعة  لم أتمكن من الإستيعاب ولم تكن هناك أية رد فعل ولأنه لاشىء يحدث مصادفة  فقد تكرر الأمرمع فتى آخر رحل فجأة وبدون مبررات  ، لا اسباب يقبلها العقل ولا  مكان هنا للمنطق  ، نفس الكابوس يتكرر  كان الولد أشبه بالملاك يقولون فى الأساطير عن مثله " هو ابن موت  " عندما يكون الفتى متكامل  أخلاق وأدب وتهذيب  يرون أنه سيموت فمثل هذا لن يستمر فى مثل هكذا حياة  ، من أول لحظة رأيته كان ابن موت  اكتسب كل صفاته  وشملته كل مميزاته ،  كان الفتى رائع  ، الكوابيس نفسها تتكرر ، تتمنى لو كانت نهاية العالم  ولكن لم تكن النهاية  ، كان وحيدًا لأمه المكلومة  وهنا أقف فى صدمة أخرى  .
لنتفق على أن الموت لا يختار سوى الأفضل  فى السن المبكرة  وهذا ليس مقياسًا بالتأكيد ولكنها وجهة نظر لا يد من ذكرها  ، ولأتفق ايضًا أن أضعف الإيمان هنا عند رحيل من تحب  أن تجن فى عقلك ، أو تفقد إيمانك فى قلبك .
كلمات  غامضة لنوضحها قليلأً فى نموذجين مختلفين تمام الإختلاف واتفقا فى شىء واحد  أن كلتاهما فقدت طفلها الوحيد .
الاولى أم هانى  والثانية أم مصطفى  
الأولى  من الريف الثانية من  أهل المدينة 
الأولى فقدت عقلها الثانية زاد إيمانها 
الأولى غير متعلمة الثانية تعليم  على  أعلى مستوى 
الأولى لم تغادر قريتها الثانية عاشت فى أوروبا 
الاولى  أصبحت تائهة  الثانية ظلت صامدة 
نموذجان مختلفان  ولكن أيهما الأصح  ؟  أم هانى بالتأكيد ،  كانت  ناقمة ،  الدموع لم تفارق عيناها  ، تبحث عن هانى فى  الجموع  ،حتى أصيبت بالخبل وفقدت عقلها  ، كنت أبكى كل مرة أراها تهيم فيها على  وجهها  تنادى باسمه ،  كنت أتمنى لو تسمعنى وتدرك كلماتى  لأخبرها كم هى شخصية جديرة  بالإحترام  ‘ إن جنونها وسخطها هو صرخة  وحزنها إعتراض فإذا كنا قد فقدنا حق  اختيار المجىء للحياة  فعلى الأقل لنعترض على الرحيل  ، لنسجل موقفًا  ، لنقول لا ،  على الأقل لا  ، ما هكذا تجرى الأمور ، هذا شىء غير مقبول  .
أم مصطفى كانت هادئة  بطريقة مستفزة  ، كانت تقول أنه إيمان  أخبرتها  إنها سذاجة  للراحل ،  أخبرتنى إنه القبول  قلت لا بديل عن الإعتراض  .
ثم أسهبت فى كلماتها تدعوها  إيمان  وأدعوها سذاجة ، لقد  أخبرتنى أننى رجِعت لكثير من الامور،  وتوقفت عند كثير من الإشارات التى لم ألحظها فى وقتها والتى  كانت تنبئ عن رحيل قريب  ، تتحدث بهدوء أكثر وعقل لا أعلم كيف لها أن تحتفظ به فى ظل ما جرى  .
قلت لها إنه  مازال يأتينى  فى كوابيس متكررة  ، و إيمانك لا محل له من الإعراب وأن روحى عندما تقابل روحه  سآتى إلى غرفته فأحرك شيئًا يحبه  وأسقطه على الأرض  حتى إذا تم إعادته سأسقطه من جديد   وسأكرر الامر ثلاث مرات لأثبت لكِ أنه لا مجال للوجود وأنها أرواح تتكرر للابد ،  أخبرتنى لقد فقدت أنت  إيمانك وعقلك  ، لقد فقدت القدرة على الرؤية بشكل واضح  ، لقد كان  كل شىء مهيىء لما حدث ، إننى أتقبل ما حدث  ، أخبرتها  أنه كان فى الإمكان  أفضل مما كان  ،قالت  أثق أن ما حدث هو   الأفضل .هل من أحد يقنعنى كيف لنا أن نتركهم للظلام ؟!! 


الكتب القديمة والذكريات

 للكتب القديمة عشق خاص ورائحة مميزة ، وهواية تجميعها هوس لا يدركه الجميع البداية بالمشى على الرصيف تاتى الكتب عشوائية وغير منظمة مما يجعل من العثور على رواية قديمة أو طبعة قديمة مفاجأة  مدهشة  ، والعشوائية هى فى عدم ترتيبها على حسب اللون الأدبى أو الكاتب بل تأتى   كلها  متتالية  بطريقة ساحرة تخطف الأنظار .
رائحة الكتب ليست مجرد رائحة قديمة بل إنها أشبه  بترياق للسعادة ومنشط للذاكرة رغم خطورتها صحيًا وتحذير الكثيرين من ضررها طبيًا  ، إننى مجرد ما أستنشق كتاب من تلك الكتب القديمة أغمض عينى لأعود تلقائيا  بالزمن إلى مرحلة الطفولة فى المدرسة الإبتدائية  ، أعود إلى نفس اللحظة  التى وقفت فيها أمام باب المكتبة لأول مرة  وأعلاه كتب بخط عربى مميز " فيها كتب قيمة " بالتأكيد لن تسعدنى وقفة مثل تلك أبد الآبدين  ، كانت أشبه بعالم سحرى ، خيالى لا يقارن، ، كنت أقرأ أعداد كاملة وسلاسل فى زمن قياسى كان شغف لا يقارن  وهوس لن يتكرر  ، أعتقد أننى قرأت كامل ما فى المكتبة ، لاحظ المسؤول عنها هذا الشغف أعطانى مفتاح المكتبة  ويالها من سعادة كنت أقضى كل أوقات الفراغ هناك  أغلق الباب على  عالمى واعلن لن يقترب منه أحد ولن يدخله أى شخص ، وفى بداية كل عام كانت الوزارة  ترسل أعدادًا جديدة ومتنوعة كنت أطلع عليها قبل أى أحد ألتهمها بمفردى  ، أتذكر مرة مساومة حدثت على كتاب كان هناك طفل فى نفس سنى معه كتاب عن أبى ذر الغفارى وكان معى بعض من الساندوتشات طلبت منه الكتاب فطلب مقابل له الساندوتشات،،  دار صراع خفى بين جوع المعرفة وجوع الغريزة،  انتهى لصالح المعرفة فى شغف لم يتكرر ولم يتواجد بعدها ،أعطيته الساندوتشات رغم جوعى وحاجتى للأكل  وأخذت الكتاب  لسد جوعى من شغف القراءة ،  الأعجب أننى من وقتها أعجبت بشخصيته ربما  لأنه كان يحمل لمحة تمرد وكان دائم السخط  ، 
ولكن ليست الرائحة هى  الشىء الوحيد  المميز فى الكتب القديمة بل  هناك ما هو أكثر من ذلك  ، فعلى عكس الشائع  فى مصر وهو أن الكتب والطبعات القديمة لاسعر لها  وتباع  بجنيهات معدودة،  فالطبيعى أن يكون العكس  فكلما كانت الطبعة قديمة وأولية كلما زادت قيمتها المادية والمعنوية  وهذا بديهى لمن يعرف قيمة ذلك وهو مالا يحدث وهو ما أستفيد منه ماديًا ومعنويأً .
-  أيضًا هناك الإهداءات أو التعليقات من القارىء السابق كان لدى هوس بشراء أى كتاب يحمل اى تعليق لقارىء سابق  ،  فهو ليس مجرد تعليق أو حتى توقيع بل هو إثبات حضور تعودت من بعدها أن أسجل توقيعى وتعليقى لمن يقرأه من بعدى ، هل هناك دليل على العود الأبدى أكثرمن ذلك إن الأمر اشبه بشخص لم تراه ولكن رأيت روحه وكلماته على نفس الكتاب ، إنك بمجرد أن تقرأ كتاب قد قرأه شخص قبلك قد أصبحت صديقًا له وأصبح هناك شىء مشترك بينكما هو هذا الكتاب ، عديد من الكتب كانت هناك كلمات للحب وعن الحب كتبها آخرون لتصل إلى يدى وأتعهد أن أسلمها لمن يأتى من بعدى .
- تذكار لطيف أو هدية أنيقة : من أهم المفاجآت التى تحتويها الكتب القديمة هى إذا عثرت على ورقة ما أو صورة لطيفة أو تذكار رقيق  أتذكر مرة  وجدت الصورة الأشهر لفيلم تايتانيك لأبطال العمل وهى صورة مميزة وكانت رمزًا للرومانسية لفترة ليست بالقليلة  واتذكر مرة ورقة مطبوعة من فئة الخمسون جنيه المصرية  .
- إهداء الكاتب : وهى نادرة جدًا ولم  أجدها سوى فى رواية  لإسماعيل ولى الدين  إهداء بخط يده وكتب معه تاريخ التوقيع   وهو من الكتاب الذين أحبهم وقرأت معظم ما كتبه  من أعمال وسأوصل قرائتها كاملة .
اتمنى أن أقرأ كل كتاب تمت كتابته على مر التاريخ والعصور وأتمنى من كل قلبى أن تكون لى مكتبتى الخاصة والتى حتوى على نسخة من كل كتاب  قد كتبه إنسان إو  حتى منزل من السماء  أو نقله إنسان عن جان  ، أتمنى أن أفارق الحياة وفى يدى كتاب . وتحت رأسى رواية .

الاثنين، 9 نوفمبر 2020

أحمد خالد توفيق لماذا ؟

 لماذا كان هذا الحب للكاتب الراحل ؟ لأنه ببساطة أنت حين تريد أن تكتب ، باختصار هو يكتب ما تريد أنت أن تكتبه ولا تستطيع أن تكتبه، ولا تدرك كيفية التعبير عنه  ، فهو يكتب بتلقائية متقنة   ، وبساطة يًحسد عليها ، كل ما قرأت له تجد كثير من الأفكار التى كانت فى حيز عقلك ولم تخرج إلى إطار الكتابة  قام هو بذلك نيابة عنك ، كم من حالة يأس أو إحباط قد مررت بها  لم تسعفك كلمات  للتهوين من شأنها وللتقوية من عزيمتك   هو من تطوع بذلك .هذا جانب  الراحل الأقوى أما جانبه الأهم فهو عالم ماوراء الطبيعة  ، لقد صنع لنا عالمًا كاملًا  من الخيال ، أبدع فى  خلق عالم موازى نهرب فيه من الواقع  
أشخاص وهيئات وأماكن ومواقف ومغامرات  .
العالم الخيالى الاهم كانت له  ظواهر بارزة  :
- د / رفعت الشخصية الثانية  الأهم فى عالم الروايات  والكتابة فى رأيى الشخصى بعد جان باتيست غرنوى  ، فعلى عكس الأبطال الخارقين ومميزاتهم الأهم القوة الخارقة ، الذكاء المتقد ، الوسامة المفرطة  أتى رفعت إسماعيل  هو بطل يشبهنى ويشبهك ، مدخن ، مريض ، نحيف ، حين يقول أخذت أدواتى فهى ليست أكثر من ورقة وقلم  هل هناك مثل هكذا بطل ؟
إنه ليس البطل الخارق  المنتشر فى كل الروايات والأفلام إنه البطلل العادى المنفرد عن الجميع  ، إن رفعت إسماعيل يمثل عملة  ذات وجهين فى جانبها الاول  أحمد خالد توفيق وفى جانبها الآخر هو انت  .
-  الحس الكوميدى : هل كان رفعت عاديًا فقط ؟ لا بل كان مميزًا فى  الجانب الاهم  فى رأيى  فى شخصيته والسلسلة بشكل عام  وهو الحس الكوميدى الذى لا يقارن ، والطابع المدهش  لكل المواقف التى تمت صياغتها على مدار السلسلة وأعدادها بطريقة استثنائية  .
- الإطار الرومانسى المميز :  الجانب الرومانسى فى السلسلة كان مميزًا للغاية لأنه لم يكن محور السلسلة بل كانت  أحداثه ترد على  مدار الأعداد مما مثل تشويقًا  ومتعة لا مثيل لها  ،تمثل ذلك فى  ماجى المرأة التى  يمكنها أن تطأ العشب دون  أن تثنى منه عودًا واحدًا ، وهويدا الفتاة ذات الرقة المتناهية والحضور اللافت  
- أساطير تم الحفاظ عليها  : ربما كانت ميزة محفوظ الاهم  هى الحفاظ على تاريخ المجتمع المصرى فى الحارة فى فترة لو لم يكتب عنها لكانت إلى زوال  وعلى  نفس النسق كان الراحل حيث احتفظ بكثير من الأساطير التى كانت لتمر مرور الكرام   ولأصبحت فى خبر كان  ، لو لم يتم تخليدها فى  كلمات وأعداد  باقية للأبد لكل الأجيال .
وفى النهاية أقول :- 
إذا كانت أنت بذاتك تعيش فى عالم الواقع  
فأنت بعقلك هناك  تعيش فى عالم الخيال . 

السبت، 7 نوفمبر 2020

أمطار القاهرة تدوينة حديثة

 أمطار القاهرة السبت 2020/11/7 
المرة الاولى للشتاء  فى عام 20/21  ، تسجيل الدخول الأول للأمطار فى هذا العام  ،أمطار خفيفة  كعادة البداية ربما هو جرس إنذار أو تنبيه  لما هو قادم  ، لم تتغير العادة ولكن تغيرت الكثير من الأمور والأماكن ، مشهد سقوط الامطار دائما على قدر من الجمال ولكن عندما يصاحبها الرعد  تصبح الأمور مخيفة  ، من أكثر الأشياء المخيفة والتى لا ندركها هو صوت الرعد ، إنه مجهول ومخيف وقوى وغامض،  ويأتى دائما مع الرياح الباردة نذير الشر ،  دع عنك الأساب العلمية  ولكن ما سبب هذا الصوت المخيف هل هو غضب الله  ؟ أم أصوات المظلومين  ، أم صرخات المقتولين غدرًا ؟ أم أرواح  من سبقونا تنبهنا إلى شىء ما ، تحذرنا مما هو قادم  ؟!!!!
يقال أن الكلاب  تشعر بالزلازل قبل حدوثها ، ربما لو أمكن التركيز على تدريبهم على لغة الرعد وما هية صوته لاستطعنا أن نصل إلى  إجابة عن محتواه  .
هذا تدوينة كتبت أثناء سيطرة فيروس كورونا  فى الموجة الثانية  من شتاء عام 2020 / 2021 .

أمطار القاهرة تدوينة قديمة

هذه تدوينة من عام 2019 أنقلها كما هى : -
" أمطار القاهرة 22/10/2019  الثلاثاء 
أمطرت فى القاهرة بغزارة هل هى رحمة أم أن السماء تبكى على حالنا  ، بداية مبكرة للامطار على خلاف العادة ، الأمطار جميلة والأجواء رائعة  ، ولكن تكمن المشكلة فى البنية التحتية فى وقت نعانى فيه من أزمة سد النهضة ولا يوجد حلول للمياه المهدرة أو استغلالها ومنها مياه الأمطار ، وايضًا الشوارع غير مهيأة  للأمطار و فى حالة تحولها إلى سيول يصبح الوضع كارثيًا ،  طرق غير مرصوفة ومساكن آيلة للسقوط  ، الأمطار جميلة بشكل عام  إلا بلادنا ليست بنفس الجمال .
فى بلاد خلقت للموت وليست للحياة ، تناساها الجميع  ، لقيت طفلة صغيرة حتفها  بعد ملامستها لأحد أعمدة الإنارة  أثناء سقوط الامطار   ، كان الموت مصيرها صعقًا بالكهرباء  ، فى هكا مواقف لا يوجد كلمات يمكن ان تساعدك ولا عبارات تسعقك ، فقط الصمت .
لا يوجد أى شىء يمكن له أن يواسيك  فقط خوف وحزن وسواد وظلام  .
كيف بدأ الخلق ؟ مطلوب وضع رؤية مختلفة مهما كانت تافهة
كيف سينتهى العالم  ؟ مطلوب وضع تصور ، فيروس غامض ، نيزك ، حرب نووية ، احتلال فضائى ، إنهيار نجم الشمس .
انتهت . 

الأربعاء، 4 نوفمبر 2020

العقل الباطن والذكريات الدفينة 3 مستعمرة العقاب

 هذه تدوينة تقراها على مسؤوليتك الشخصية وهى ليست سوى لمجرد التدوين فقط  لا أكثر من ذلك  ولا تعنى أحد سواى،  وأعتقد أنه لا يوجد سوى شخص واحد يمكن أن يتذكر ذلك ويؤكد كل مافيه  .
ستعمرة العقاب  : الكُتابْ 
المرحلة الاسوأ بعناوين متعددة 
 فساد ،  كذب متقن  ، صلاة بلا معنى ، شذوذ ، زواج وهمى ،علاقات غرامية  ، 
من اين أبدأ فى  المرحلة الأسوأ والأكثر تعقبدًا ، هل يمكنك أن تعيش أسيرا للحظة معينة ؟ أن تظل واقفًا هناك  لا تتحرك للامام؟  هل يمنك أن تتخيل ذكريات تلازمك ومواقف لا تقدر على التخلص منها ،  هل يعقل أن تعانى منها بعد مرور كثير من السنوات والمواقف والتغيرات  ؟؟!! 
إننا نتاج لحظاتنا الأولى  وأسرى لإدراكنا البديهى  ، إننا مجموع طفولتنا ،  لقد كنا مجرد  أوعية فارغة  وخاوية ، ، ولن يكون هناك سوى الباطل لأن  مردنا إلى اللحظة الأولى  وهى باطلة ،  خاوية مثلنا ، مثلى على الأقل ، مشوهة  ، تفوح منها رائحة الفساد ، إنها كمستنفع فسد ماءه   ، إنها كحياتى بلا معنى ولن يكون  لها معنى  ، إنها مِثلى  ، أو هى تجسدنى ، ليس فقط فسادًا مطلقًا  فيمكن علاجه ولا مرض  يمكن تطبيبه  ،ولا أذى يمكن مداواته ، ولا كسور يمكن إصلاحها ، إنه تشوه  فقط تشوه  لا سبيل لعلاجه ، ولا يمكن الشفاء منه إنه المرحلة الأسوأ فى  كل شىء  - مرحلة الوسط -  المكان الرمادى  ، فإذا كنت فى الجانب  الأبيض فأنت هانىء وإذا كنت على الأسود فأنت على الأقل تعرف مصيرك،  ولكن أن تكون رماديًا  لتكن كل الآلهة فى عونك فلا أحد يمكنه إنقاذك  .
يقول ناجى رحمة الغفور . 
كيف يمكن أن تتبع مراحل تشوه مختلفة فعلى خلاف  الطبيعة  كنت أسير فى حياتى ،  فهى تسير للتطور والإرتقاء،  وانا بخطى ثابتة نحو  التشوه والإنحطاط  ، لا يوجد تفسير أو مبرر ولكن نحاول تتبع ما يمكن تتبعه وذكر ما خفِى ، فقط للكتابة ليس أكثر .
الغزوة الثالثة  وسورة الاحزاب " وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا " 
لماذا كان كل هذا الخوف وهل عاصرت مثل هكذا خوف ؟ نعم 
لقد كان مجرد شم تلك الرائحة المميزة نذير شؤم ودليل على قرب العقاب ، يرتعد الجميع فى مساحة  لا تكفى لالتقاط الأنفاس  تخيلها كمستعمرة عقاب  من جهة  الشعور ، ومستعمرة نمل من حيث الشكل  فنحن كنا  صغارًا وقتها .
هل يمكن لكلمة  أن تؤذيك ؟ نعم  ويمكنها أن تقتلك بكل سهولة  
انتهى سحر هاروت وماروت؟  لم  يحدث لأن العالم كله لم يعرف سوى سحر الكلمة  >
البداية فى المستعمرة  كانت فى ساحة مسجد قديم  متهالك يوجد به خزان أرضى للمياه يعرف الجميع أن هناك من كان عقابه بالرمى فى هذا الخزان مرارًا وتكرارًا ، ثم الإنتقال إلى منزل قريب  منى ،  كان المشهد يمثل تكتل بشرى رهيب ، غوغاء لا تنتهى ، طنين وزنين ، بكاء وصراخ ، دموع وخوف وحزن ، لا يوجد سعادة هناك وتختفى الفرحة أيضًا ، مشاكسات ومناكفات  فى كل الإتجاهات .
تبدأ المرحلة الأولى  والأهم وهى الهجاء وتعلم الحروف والكلمات  ، أسلوب فريد ومتقن فى التعلم  ، تتضح قيمته على المدى البعيد فى النطق السليم للكلمات  والثبات فى مخارج الحروف  ، بعد تلك المرحلة  مرحلة حفظ القرآن  وهى تتم عبر مرحلتين الأولى 1- وِرْد يومى للقراءة والحفظ 2- تلاوة جزء مما سبق حفظه على أحد الكبار فى المستعمرة .
وطالما وجد الإنسان ووجدت معاملات  بشرية وًجِد بطبيعة الحال الفساد ، والفساد هنا  كان مناسبًا  للظرف والمكان  ربما بضعة قروش  أو لقيمات صغيرة  أو ربما وعد بخدمة  نعم فنحن قد سبقنا الأب الروحى وأيضًا الأمر لم يكن شخصيًا إنه فقط خاص بالمستعمرة والخضوع لقوانينها  ، كان  مكانًا صالحًا لدراسة نظرية التظور والإرتقاء والشذوذ المصاحب لها ، لا  بد وأن بن خلدون  قد تربى فى كًتاب فى صِغره لكى يكتب علم الإجتماع  .
كان الفساد هو طريقك للتخلص من العذاب .
وكان الكذب هو  وسيلتك للنجاة من العقاب .
لوكنت رسامًا  لرسمت مئات اللوحات البشعة والكئيبة  من الوجوه  الشاحبة الصغيرة  ، لو كنت  كاتبًا لكتبت مئات الروايات وسطرت الكلمات  التى تجعل كل من يقرأها   يشعر بالحزن فور انتهائها ، يحس بالإنتهاك أثناء قراءتها ، يدرك المعاناة  أثناء مطالعتها .
كان اليوم بألف مما تعدون خارجه، والدقيقة بساعة والساعة بيوم واليوم بشهر والشهر بسنة  ، كيف للزمن أن يتوقف ؟!!  إنه فعلًا يتوقف لا يتحرك  ، وكأنه تجسد  ليجسد المعاناة  ويظهر الخوف ، فقط الخوف هو الشعور الوحيد الملازم لكل الفترات وصالح لكل الاوقات  ، كيف يمكن أن أصف قوة الضربة  التى تتلقاها وتأثير الصفعة التى تنالها  والأساليب المبتكرة للضرب والتنكيل والذى كان يتم عن طريقين 1- الجِلدة : وهى قطعة من الغسالة القديمة سًيْر الغسالة كانت مدرجة ولها صوت طرقعة لو سمعه أحد وقتها لخر مغشيًا عليه  ، إن الأشياء لا تخيفنا لمجرد خوفنا منها فقط ، إنها تخيفنا أكثر عندما نتذكر  شعورنا وقتها ومعاناتنا لحظتها ،عندها فقط  نشعر بغصة فى القلب وألم وانكسار لا يًمحى  ، عند الضرب بها  آثارها تظل صامدة على الجسد ولسعتها شاهدة على الإنتهاك . 2- الفلكة  وهى قطعة الخشب أو الهراوة  ، يًربط بها قطعة صغيرة من حبل توضع داخلها  القدمان  وتقوم بلف الحبل على القدمان  حتى لايمكن الهرب ثم  ترقع القدمان لأعلى ويكون  الضرب على باطنهما ، أحقًا أن الماركيز دو ساد  هو من يتحمل إثم الساديية للأبد ؟  لا مبرر  لذلك مهما كانت الدوافع نبيلة  أو الأهداف مهمة  .أتذكر موقف يجسد المعاناة  كنت وقتها أحب السمك واتصل علمى وأنا فى الكتاب أنه يوجد سمك فى المنزل  وخبز من الفرن والذى لم يكن يأتى إلا فى المناسبات ، كل الامور مهيأة لغداء شهى  ، وقتها فى الكتاب أخذت صفعة  طالت نصف وجهى مع أذنى ،  استغرقت أسبوعين  لا أعرف  طعم أى شىء آكله ،   ولا  يوجد رغبة لاى شىء ، فقط  طنين  ،  لو ركزت قليلًا سيمكنك سماعه  .
الصلاة على مواقيتها ، الفرض  منها والنافلة  ، السنة المؤكدة وغير المؤكدة  ، التى تناسب الاطفال أو لا تناسبهم ، كنا صغارًا وفى الوقت الذى من المفترض فيه 
ان يكون  مخصصًا  للعب قبل ان تأخذ الحياة  دورتها ويأتى دورنا فى  مهلكتها ،
 ، فى مستنقع مثل ذلك لن  تجد فيه  إلا ما  يؤرق مضجعك ويثير حنقك  ويجعل تتمنى أن تلقى حتفك  أو ألقى أنا  حتفى  ،  لم يكن منتشرًا  بصورة كبيرة ولكنه كان  متواجدًا .
زواج وهمى وعلاقات  غرامية  لا يمكن الفصل بينهما  كلا منهما ترتب على الأخر ،  كما اعتمد الضعيف من الذكور  على الكذب ، اعتمدت الضعيفات من الصغار فى الإناث  على الاستسلام ، ولم يكن ذلك عن رغبة أو قبول بل كان  رغبة فى الخلاص ومحاولة الإفلات من العقاب ، واستمرار لمسلسل الفساد المستشرى بين صغار مستعمرة العقاب .
كانت تتم اجراءات الزواج بصورة وهمية وكان يوجد مأذون   ايضًا وشهود  هل كنا صغارًا  نتميز بالبراءة  ؟!!! أم حلت علينا لعنة مبكرة  ، أم  كنا نحمل بذرة فساد قمنا بتغذيتها  .
هى صفحات ماساوية  بلا حصر ، وكلمات  لا يمكن لها أن تصف ما حدث  ، واشخاص لا أعرف اين مصيرهم   ولكنها  مازالت  مدفونة فى ركن عميق  من العقل الباطن  ، أثقلتنى بذكرياتها فحررتها بكلماتى . 

العقل الباطن والذكريات الدفينة 2 فى بلدتنا كنيسة ودير للرهبان

 فى محاولة لتدوين مراحل  سابقة وحتى لا تضيع فى  قادم السنين ومع مرور الأيام  نتذكر مرحلة مهمة فى بلدتنا كان يوجد كنيسة على مساحة  شاسعة ودير للرهبان  كانت تقع الكنيسة فى أجمل مكان  فى البلدة  على بحر سيدنا يوسف وكانوا يخبروننا أنهم ملاعين ، وقد سيطروا على مساحات شاسعة ليست من حقهم ، وكان يوجد بها البلوك الأبيض الخاص بالبناء بكميات رهيبة  أتذكر الشكل تماما ، كانت علاقة شائكة معقدة لم يتسبب فيها سوى ما تستمع إليه وتنصت له  ،  ارتبطت بالكثير من الإشاعات المعروفة  والأساطير المتداولة من قبل المسلمين  والتى  تدل على سذاجة وسخافة واضحة  وليس ذلك إلا لسبب واحد وهو  الكراهبة ، سأذكر تباعًا بعض الأساطير كما أتذكر على مستوى شخصى  ، أسطورة أولى  عندما يتم فتح الدير يكون البحر هائجًا  ويبتلع الكثير من الشباب ، كان يتم فتح الدير كل عام فى نهاية شهر مايو على ما أتذكر وكان يستمر لمدة 15 يوم يأتيه المسيحيون من كل مكان من أنحاء الجمهورية  ، يصاحب قدومهم مدينة ملاهى على أعلى مستوى فى وقتها كانت أيامًا رائعة ، لا يعكر صفوها سوى حدة الكراهية ـ التحرش ، وفى حالة لو غرق أحدهم  ، كانت بطولة  فى تلك الأيام إذا قمت بسب مسيحى أو تعديت على مسيحية  ، أتذكر فتحى وفهمى شقبقان نحيفان قصيران  فقيران يعيشان فى منطقة هى الأسوأ اجتماعيا ، انحطاط أخلاقى وغياب القانون  لقد عانا الشقيقان أشد المعاناة  لمجرد أنهما مسيحيان  ، كان يتم رشق البيت بالحجارة وأيضُا رشقهما هما شخصيًًا ،  كانت مأساة حقيقية .
  إن وجود  مثل هؤلاء أشخاص لا يجيدون سوى الأذى والكراهية هو دليل غير قابل للنقض على العدمية ، فى الحقيقة إن مجرد وجود مصر بكامل تشكيلها لا يدع أى مجالًا للوجودية  إنها عدمية مطلقة، ثابتة ، متقنة ، صارخة فى وجه الجميع ، لا وجود لعدالة  ، لا وجود لإنسانية ، لن ولم يوجد أى أمل ..أخبرونا يومًا  عن الكنيسة أنه قد وقعت مجازر فى هذا المكان   بسبب رغبة المسيحين فى زيادة مساحة الكنيسة عن طريق تغيير مكان السور ،وأن بناءها بالأساسا تم رغمًا عن الجميع وأنه لو سنحت أى فرصة سيتم هدمها .
  وكان يوجد بالكنيسة منحل - لتربية النحل -  كان يوجد به أفضل أنواع العسل  ، لا يأكل منه أغلب أهل البلد بسبب أن العبوات التى يباع بها يوجد عليها صليب ، كان يقال رغم أنهم مسيحيون لكنهم لا يغشون  ، هنا فقد العقل والمنطق قدرته  ،  ما سبق كان بشكل عام  ، أما على المستوى الشخصى  كانت العلاقة معهم أكثر من ممتازة وكان لدينا جيران مسيحيون  كانوا يعيشون فى سلام ووئام  مع الجميع  ، واتذكر مدرس  لا أحمل له سوى التقدير حتى اللحظة ، وحتى تاريخه يقوم بعيادتنا الفساوسة والرهبان فى كل الأعياد والمناسبات .
جولة فى الكنيسة والديرمن الداخل : 
عندما يتم فتح أبوابها أثناء مدة الدير كان يتوافد مسلمى البلد   هناك أكثر من المسيحين، كانت أشبه بمهرجان سياحى ، وأتذكر بكل دقة داخل الدير  من يدق الصليب او الوشم الذى تختاره ، إن وجود رمز للمسيحيين يوشم  على  الجسد شىء يتنافى مع أى عقل أو منطق ولا مبرر له  وفى حياتى لم أكره شىء مثل الوشم  فهو لا يمثل سوى القبح ولا يعنى سوى مزيد من التشويه  ،كان يتم عرض فيلم عن المسيح وأتذكر جملة منه تقريبًا " سامحهم ياأبى " . كانت منتشرة فى الكنيسة تلك المحلات عن الصليب والوشم   وما يتعلق بها  .
أتذكر قصة مارى جرجس الذى سمى الدير على اسمه  وصوره المنتشرة فى كل مكان  داخل الكنيسة والدير ،وأحكيها كما أتذكرها من وقتها أنه كان هناك وحش كان يريد شرب جميع مياه البحر حتى ينفذ وجاء مارى جرجس على حصان ويحمل سيف طويل جدًا لا يقدر أحد من البشر على حمله  طعن به الوحش وأنقذ الجميع لقد كان مارى جرجس يمثل البطل الخارق المنقذ فى دلالة على الضعف المستشرى والوهم والامل الزائف بوجود منقذ  دائمًا ،  فكرة لم تجد مستقرًا لها سوى فى ثلاثة أشياء فى رأيى - الدين : فكرة واحدة بأسماء متعددة بتعدد الديانات  المهدى االمنتطر - المخلص - المسيح - وثانيًا فى أفلام هوليود سوبر مان وخلافه  ، وثالثًا فى الأساطير الشعبية أبو زيد الهلالى  والزير سالم  غلى آخره .
كانت أجواء الإحتفال بقدوم الدير تفوق الإحتفال بالمولد النبوى الذى لا يكون إلا يومًا واحدًا لا يوجد به أية ألعاب ، فى حين كان  الدير يستمر لمدة 15 يومًا متالية مع أفضل الألعاب  وقتها  .
أسطورة أخرى  مع سمير الصديق والجار فى نفس  عمرنا كان مهذبًا على قدر عالِ من الخلق ، يمر كنسمة هواء دون أن تلحظه ويتكلم دون أن تراه  ، اخبرنا  احدهم لقد ذهب للكنيسة ليعمل كشماس  واشترطوا عليه أن يحفظ مقدار كبير من القرآن  حتى يتم قبوله كشماس  ، لا يهمنى صحة ذلك من عدمه  فقط مجرد تدوين  .
آخرمرة  رأيت فيها الكنيسة كان السور أعلى من السابق يذكرنى  بجدار  إسرائيل العازل  مع قطاع غزة  ، ربما هو رمز وقتها لحالة المسيحيين فى مزيد من العزلة وعدم الإندماج والإختلاط  فى مجتمع لم يتقبل حتى أدنى المعاملات الإنسانية  ، يمتهمون فقط مِهن معينة  وتتركز اغلبها فى الطب  والنجارة  تيمنًا  بسيدنا عيسى بن مريم ،
 لم يكن مجرد جدار عازل ، لو كان للحجارة التى بنى بها أن تتكلم لحكت لنا الكثير ، لو استطعنا ان نستجوب الهواء المحيط لكان شاهدًا على عصر وحاضرًا فى عصر .
آخر مرة تواجدت فيها هناك أيام الدير لم أعرف أنه كان هذا وقت الدير لا يوجد أية مظاهر ولا احتفالات واختفت الألعاب ، فقط سيارات  كثيرة  من الشرطة وتشديد أمنى  لا اعلم سببه فى غياب واختفاء كل شىء  .
وقتها وقفت قليلًا هناك  وتكرت مقولة لنجيب محفوظ لن يمنى الإنسان بعدو أشد فتكًا من الزمن .
هذه تدوينة تمت كتابتها فى عام 2019