إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 25 أكتوبر 2020

اليوم أهدانى أحدهم هدية

 اليوم أهدانى شخص ما  محفظة نقود  وهذا شىء لو تعلمون عظيم، لأنه يدل على تقدير لشخصى خاصة وأن العلاقة التى تربطنى به علاقة عمل لا أكثر وأعتقد أننى لم أقم به على النحو الذى يرضينى،  ولكن الهدية أثبتت انه كان على النحو الذى يرضيه،  أو على الأقل أنه يقدر ما قمت به من أجله ، والهدية ليست مجرد تذكار بل إنها معنى للوجود ، إنه كمن يقول لك أنا أراك ، وأنت  موجود وهذا إثباتى على ذلك ، فيحمل لقلبك السرور وفى نظرك تحمل له كل التقدير والإحترام   ، مدين لكل شخص رأنى  ، ممتن لكل من شعر بوجودى .

السبت، 24 أكتوبر 2020

فيروس كوورنا ومسدس صمويل كولت _ صيف كورونا الأول

 رسميًا انتهاء الصيف الأول لكورونا  عام 2020 

هذه تدوينات وقت سيادة  فيروس كورنا على العالم  وخاصة فى أوروبا الغربية 

- من ووهان الصينية  كانت البداية  الخانقة فى عام  لن نجزم أنه الأسوأ  لأنه حتى كتابة تلك السطور كان أداء فيروس كورونا مخيبًا للآمال ولم يكن على قدر التوقعات ، باستثناء قيامه بالتغيير الشامل  فى طريقة العمل وسير الإقتصاد وتبعاته لن تتخلص منها البشرية مهما حدث، لأنه درس مؤلم  جدًا  وقاسِ ولا أحد يعلم كيف تنتهى الازمة وربما كان عام 2020 الهدوء الذى يسبق العاصفة  خاصة وأن الشتاء قادم   .

-  بداية انتشار الفيروس مثل كابوس لا نهاية له هذه المرة الاولى التى نتعرض فيها لمثل هكذا موقف،  يبين ضعف الإنسان  وأنه لا شىء قادر على الوقوف أمامه ، إن فيروس كورونا فى رأيى يشبه مسدس صمويل كولت  لقد ساوى بين الجميع   فى حين لم يفعل أحد ذلك ، فلا فروقات واضحة  بين غنى أو فقير، الجميع وقف أمامه عاجزًا بلا استثناء .

- بداية  ظهور أول حالة  فى مصر  كانت فى يوم 2020/2/14 وهو  نفس توقيت مباراة الزمالك  والترجى فى كأس السوبر والتى  فاز بها الزمالك فى قلب الدوحة وهذا يؤكد الأسطورة السائدة كلما فاز الزمالك ببطولة  كبيرة  حدثت كارثة  ومع ظهور أول حالة  رسميًا ساد الهلع والخوف بلا مبرر  ونفذت الكمامات  واختفى الكحول من الصيدليات  ، عقليات  لن  تتغير مهما حدث، وإذا كنا قد  إفتقدنا الإنسانية  فى  أوقات الرخاء   فبالتأكيد لن نكتسبها فى أوقات الشدة  .

- الغموض :  ميزة الفيروس الأولى   وسر نجاحه حتى هذه  اللحظة ، وسره الأزلى  فى البقاء لا دلائل له ولا علاماات،  شخص يشفى بعد يومين من إصابته ،  وآخر يعانى أشهرًا معدودات ، شاب يموت بسببه ،وعجوز يتجاوزه ، وربما هذا هو ما يزيد من أهمية الفيروس ويكسبه قدسية رغم كل شىء هناك رسالة واضحة فى ظهوره بهذا المظهر الغامض ، فالدول  الإعلى  تصنيفًا فى مراكز  الرعاية الصحية تعانى ، والدول النامية  الفيروس  فيها يبدوا وديعًا   بلا أى تفسير أو مبرر ، 

الهلع : التعبير الأول فى لحظة إعلان ظهوره فى مصر وأتذكر أول حالة  دفن عاصرتها لمريض كورونا تمت تحت حراسة مشددة من الشرطة لقد امتنع بعض الأهالى فى بلاد أخرى عن دفن مريضة كورونا  وكأن الفيروس يحمل نفس خستهم ودناءتهم لا بل هو افضل من ذلك  ، عموما  الخوف والهلع  وعدم الإقتراب  من  كل ما يتعلق بالميت  كان هو اكثر شىء ملاحظ فى الفترة  الاولى  .

-  الحجر والعزل : مصطلحات كنا نسمع عنها ولم نعتقد اننا سنعاصرها ،  ولكن حدث ما كنا نخشاه  ، فلاول مرة  ندرك معنى العزل وفسوته ، ونرى الحجر وتبعاته  ، مستشفيات مخصصة بملابس مخصصة بشروط مخصصة  ، المساجد المغلقة ، والمستشفيات الممتلئة ، لقد كانت صورة  تقرير المصابين من وزارة الصحة باللون الأزرق والتصميم المميز للأرقام  رمزا للمعاناة وستظل ، فى أى فترة سترى مثلها ستسترجع كل تلك الأحداث والمعاناة ،  بالتأكيد لن نننسى أبدًا تلك الفترة المظلمة  من حياتنا 

- ملامح نهاية الحياة  : كما أن لكل شىء بداية  فحتمًا ستكون له نهاية  والإنسان  لم يصل ويتأكد  بعدمن سر وجوده  ومعنى بقائه وظهوره إلى الحياة  ،إلا وكان واضعًا نصب عينيه  معرفة كيفية نهاية الحياة  كيف ستكون الأجواء ، فى واحدة من اكثر الروايات الموحشة والكئيبة   رواية الطريق لماكارثى   جسد المأساة - نهاية العالم - كانت  الأجواء أشبه بهذا الطريق أتذكر الشوارع مظلمة  والجميع خائف  والطرقات خاوية والمحلات والمطاعم مغلقة ، والمقاهى مغلقة فى انتكاسة لم  أجد لها تفسيرًا حتى اللحظة ،فإغلاق المقاهى هو نذير شؤم  ولم نبدأ بتجاوز الأزمة نفسيًا إلا بعد إعادة الروح للمقاهى ومنها إلى الشعب  ، لقد كانت أجواء مثالية لنهاية العالم  وكانت الريح باردة .

- الحظر الكلى والجزئى  : أفضل الموت على  تطبيقى  حظر على الحياة الطبيعية  مهما كانت مبرراته، فهو يفقدك حق الإختيار وحق الحرية يمكننى أن أجلس شهورًا فى مكان لا أخرج منه بإرادتى،  ولا يمكن تحمل دقيقة واحدة أنت مجبر على عدم الخروج فيها ولا سبيل امامك سوى عدم مبارحة منزلك  ، لقد كانت فترة عصيبة  جدًا لا أتمنى تكرارها لأى سبب  ، واتمنى الموت قبل أن أعاصرها مرة أخرى .

- وفاة الأطباء فى مصر : الامور فى مصر كانت مرعبة فى البداية لحين الهدوء والسلام المؤقت ولكن كانت الظاهرة الأبرز وفاة الكثير من الأطباء  ، خط الدفاع الأول  ضد فيروس كورونا ، وهو ما يعود بنا إلى سمة الفيروس الأولى وهى الغموض  ، بالتأكيد حدثت وفيات كثيرة ومن فئات متعددة ، ولكن  أن تكون لكثير من الأطباء هو ما يزيد من غرابتها ،لكونهم من أهل العلم   والخبرة ، والأكثر دراية بالأمور  الصحية  والإجراءات الإحترازية  ، ظاهرة كان لا بد من تدوينها .

- شهر رمضان فقد بريقه  : أتى شهر رمضان فى  الفترة العصيبة الأولى  للفيروس واختفت معه  كل المظاهر المميزة من موائد الرحمن والتجمعات  والزيارات العائلية  وبالتالى أكملنا العيدين على نفس النسق من  الهدوء الحذر وبدون أية مظاهر سائدة سوى الخوف  والترقب .

- نحن فى إنتظار شتاء مرعب  : منذ بداية الازمة  والجميع يتوقع  صعود للذروة ثم هبوط  إلى أن تتدخل إرادة الله  أو يتم التوصل إلى لقاح   وفى حالة  عدم حدوث ذلكتوقع الجميع  الموجة الأشرس من الفيروس فكما حاول البشر السيطرة على مقاليد الأمور والتعامل مع هذا الفيروس بالتأكيد حاول هو الآخر البقاء على قيد الحياة والسيطرة  على أجساد البشر  وإذا استطاع تجاوز فترة الصيف والشمس الحارقة  فإن الشتاء التالى سيكون هو البيئة المناسبة للإنقضاض والتكشير عن انيابه .

- إيطاليا والتجربة المريرة  : تحظى إيطاليا بتقدير كبير للكثير وأنا منهم ،ربما بسبب الرياضة وكرة القدم  ، وربما لاستقبالها عدد لا بأس به من المصريين على أراضيها ولكن تجربة إيطاليا كانت هى الأسوأ  كل يوم اسوأ من سابقه ، خرجت الأمور عن السيطرة  وامتلأت المستشفيات  ، كنا نريد لمعاناتها أن تنتهى  ليزيد الإحساس بوجود أى بارقة أمل ،  ولكن ذلك لم يحدث ولم يتم تجاوز الأمر  .

عام 2020  فى الميزان : هل هو العام الأسوأ فيما عاصرنا ؟ هل هو  أسوأ من عام 2003  واحتلال العراق  ؟؟  لا يمكن تصنيف ذلك ولا تحديد أى من تبعاته لأنه حتى اللحظة لم ينتهى ، ولم نرى كيف هى الأعوام القابلة  ، ولكن بالتأكيد هو عام لن يمحى من تاريخ البشرية  مهما حدث ، وحمل تغييرات  على كل المستويات  لن نتخلص من آثارها ، لقد كان  عامًا مخيفًا ، بتقلبات عاصفة  ،  وأحداث غامضة  ، ووقائع لا تفسير لها  ، بكل تأكيد سيكون عامًا إلى النسيان  .

- كل ما سبق ذكره هو مجرد تدوينات  شخصية وذكريات  أيَضا شخصية ، ربما يختلف فيها الكثير ، ويتفق معى أكثر ، وفى النهاية هى مجرد انطباعات أتركها لمن يقرأها من بعدى، ولنتذكر فى أوقات الرخاء القادمة كيف كانت أوقات الشدة لكى نعرف قيمتها ونستمتع بلحظاتها .

الثلاثاء، 20 أكتوبر 2020

شاب نحيل

 شاب نحيل نحيف الجسد لم أعرفه ولم أره قبل ذلك ولم  أره أساسًا ، دقيق الملامح  ، بسيط الملابس ، متفوق دراسيًا ، خجول اجتماعيًا ، موصوم بالفقر  ، يخاف من اسم اشتهر به  لا ذنب له فيه    .

أما فى الثانية ففى مجتمع الريف الذى يدعون فيه أنه بسيط ، ويقولون عنه  أن الناس على طبيعتها ، وأن البشر أخلاقهم عالية  وهذا يخالف الواقع ، لا ينفك الناس هناك  عن  التوقف عن النعرات  وذكر الثغرات  والنبش فى الماضى الدفين  والتفتيش على المساوىء القديمة  ، إنك  لا تهتم أن تبدوأ الأفضل ولكنك تهتم إلا يكون هناك  من هو  أفضل منك ، على الأقل فى نفس المستوى  ، إنهم لا ينسون لأحد الماضى عندما يتفوق ، ولا يتركونه فى حاله  عندما يثبت جدارته ، فتظهر الحقيقة  كاملة من حقد ونفاق  وحقارة لا يتسم  بها أى حيوان  سوى الإنسان  ، كيف لهذا الفقير ابن الفقير أن يتفوق ، كيف له  أن يصبح الأفضل لنعيد عليه مرارا شهرته التى يكرهها ، ونذكر مساوىء  أجداده التى هو برىء منها ، أما فى الأولى فالله وصم الفقراء  وميزهم عن غيرهم  حتى يكونوا ظاهرين  للجميع وواضحين للعيان  ، فانت  يمكنك أو غيرك أن يختلط فى كثير من الأغنياء  أو  لا يستطيع  أن يميزهم بداية  أو  لا يعرفهم بداهة  هذا  وارد  ، أما الفقير فهو موصوم بعلامة ظاهرة لا يخطئه غنى ولا يلتبس أمره  حتى على فقير مثله  

كان فقيرًا لدرجة العوز ومحتاجًا لكل ما يمكن تقديمه ، لا يأكل سوى وجبتان  ، وتدور معه الملابس دورتها اللانهائية حتى تشتكى ، والأحذية حتى تنتهى  ، لو كان لهم أن ينطقوا  لقالوا مافيه أبلغ الكلام ، لقد انتهينا من قديم الأزل ، وبلينا من فترة كبيرة من الزمن ، لقد مللنا صحبتك ، وكرهنا رفقتك  .

لنوضح الأمر على الطريقة التالية 

رب الأسرة يمتلك الكثير من الأموال ولن يعطيك منها أى شىء حتى  ما هو ضرورى  حتى يمكنك أن تعتمد على نفسك وتبدأ حياتك ،  فى  وقت  أنت تنتحت فيه الصخر بلا فائدة،  وتعانى أشد المعاناة ، وتُنتهَك من الداخل ومن الخارج  ، حتى يأتى رب الأسرة  بعد أن انتهت طاقتك وفقدت عزيمتك ، وتأثرت من انتهاكك المتواصل سأعطيك من الضروريات حتى تكمل  ، هل يصبح لما يقدمه  أية فائدة  ؟!!! قليلًا من الإنصاف  

سيقولون ها أنت تطلب ثأرًا يطول فخذ الآن ما تستطيع  . 

لا تعليق ايها

الأحد، 18 أكتوبر 2020

العقل الباطن والذكريات الدفينة

 الأحد 2020/10/18  تدوينات جائحة كورونا 

يشهد اليوم عودة المدارس بمعظم قوتها بعد فترة غياب ليست هينة بسبب أزمة كورونا وعلامات المدراس أهمها هى الزحام الشديد على كل وسائل النقل والمحطات المتكدسة بالركاب والطلاب بملابسهم الرسمية والعبوس الذى لا يفارق وجوه طلاب المرحلة الأولى ، كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون ربما هو الخوف من المصير المجهول أو عالم المدارس الموازى الذى لا يرحم أحدًا ، من مدرس غير رحيم ، أو طالب متعمد الأذى ، فذكريات مثل تلك لن تفارق الذاكرة .

 استرجعت معها بعض ذكرياتى عن تلك الفترة لم تكن بالعصيبة ولم تكن بالمميزة ولكنها تبفى ذكريات اتمنى لو  تم حذفها من الذاكرة وسقطت  فى غياهب النسيان أو تاهت فى فراغ  سرمدى لانهاية له ، ولكن لن يمنى الإنسان بعدو أشد فتكًا من بعد الزمن سوى بالعقل الباطن  ، لم يكن لدى رفاهية ما يسمى بالمصروف وخاصة لم يكن هناك مواصلات بل كنا نذهب سيرًا على الأقدام ،  لم أحمل زجاجة مياه ولم يكن هناك فى المدرسة مياه من الأساس ، ولم يكن لديك وجبة للغداء  كانت الأمور عشوائية تمامًا وسلسلة لا مبالاة متناهية  ، كنت أسير للمدرسة فى طريق يقع تمامًا فى منتصف المقابر أتذكر تمامًا هذا الطريق حتى بعد مرور عديد السنين وأجزم أنه لو تم وضع عصابة على عينى لاجتزت هذا الطريق وأنا مغمض العينين ، خمس سنوات من الذهاب من نفس الطريق الذى يشبه طريق  آلام المسيح  سأجتازه بدون أية عقبات  رغم اعوجاجه وعدم استقامته  ودفة طرقاته التى  تكون فيها بين الاموات ، والمفارقة أن قبر أبى  كان فى طريقى تمامًا كان لدينا الكثير من المقابر ، لم يتملك الراحلين الكثير من الأراضى للسكن ولكن بكل تأكيد امتلكوا الكثير من المقابر ربما أدفن فى مقبرة  بمفردى لو أردت ،  الأمر يدل على نظرة ثاقبة منهم وفهمهم  لطبيعة الحياة وما تسير عليه الامور فما نقضيه على قيد الحياة هو اليسير والقبر هنا هو المصير ،  كنت أقف بجوار قبر أبى  لم أكن ألقى السلام ولم أبكى هناك ،  كنت أمر بلا مبالاة  غريبة  فى بلادة أحسد عليها ، بعض الأوقات كنت أقف هناك فى صمت أقرا أسماء الراحلين وأرحل فى هدوء ، وأحياناً كنت أفكر ماذا لو فتحنا عليهم باب القبر لننقذهم مما هم فيه ، ولكن كل ما أتذكره  أن بعد كل عام  يكثر عدد الراحلين وترى أسماءًا جديدة كل مرة تذهب فيها من هناك  وأتذكر قبر الصغيرة إسراء مُهمَلة حتى فى قبرها  كان القبر ومازال  يمثل الدرجة الأقصى من الخوف  مجرد النظر إليه هو قمة الرعب إنه يمثل الظلام ولكنى أؤمن تمامًا  باننا نعود إلى الأم  التى  تمثل الأمان وهى الأرض فمن طين خلقنا وإليها نعود  والأم  هى الحب الوحيد غير المشروط ،أعتمد تمامًا أن يكون حضن الأم الأرض آمنًا  من خوف .

علامات المقابر التى أسترجعها ، هل يمكنك أن تتذكر لفحات الحر من شهر أبريل أو مايو الرطوبة الخانقة الجو الذى لا تعرف هل هو بارد أم هو حار فقط هو  خانق  كبيس،  يجعل الحياة تقف  والزمن لا يمر ، وأتذكر الثعالب التى كانت تختبأ هناك بين الاموات  وفى القبورالفارغة  للمنتظرين أدوارهم للرحيل ، و أتذكر المشايخ وهى مقابر بهيئة معينة على طريقة الفراعنة لأصحاب الكرامات والبركات  أتذكر أسماء مشايخ أولاد ناعس  لم  أعرف أصل التسمية  ولا من هو المشايخ  ولا عن كراماتهم  ، أعتقد أنها خرافات أكثر منها حقيقة .

فى داخل عالم المدرسة الموازى  كنت  طفل ضعيف جدا وجبان جدًا أتوجس خيفة من كل شىء ومن أى شىء ، بعض الأماكن التى كت اخاف منها والأشخاص الذى لا احب رؤيتهم بسبب التشوهات التى حدثت  لوجوههم   بسبب حوادث لا دخل لهم بها  كانت عنصرية مبكرة ،ولكنى كنت أخاف من رؤيتهم كيف لى أن أعرف أننى كنت أخاف  منهم  لقد اعتمدت على  الكذب لأساير أمورى ولكن العقل الباطن يقوم بتخزين كل شىء بالنهار لأفصح عنه فى كوابيسى  والهلاوس التى تصيبنى اثناء الليل ،  كنت افصح عن كل ما أخاف منه  أرجوك لا تقتلنى  ، ابعدونى عنه ، مش هروح هناك تانى  كنت أنطق الأسماء والأماكن باالتفصبل هل  لقى الأمر أى  إهتمام  أو محاولة علاج  ؟ بالتاكيد لا  .

أتذكر وجه هذه الطفلة البريئة على نفس درجة دراستى كانت  جميلة رقيقة متناهية الرقة تشع براءة ونقاءًا  كانت أول معرفتى بالجمال يومًا لم أنسى ملامحها  البريئة وجمالها الدقيق وهدوءها  هل هى تتذكرنى ؟ لا أعلم 

أتذكر الكذب كنت طفل كاذب بل أتقن الكذب كأعظم ما يكون أى ممثل حاولت كثيرًا أن أتوصل لماذا كنت أعيش هكذا فى عالم من الكذب المتواصل  فأنا لم أكذب يومًا لأحتال على احد  أو لآخذ ما ليس لدى لقد كانت كذبات سخيفة لا مبرر لها ولكنها تبقى كذبة مهما حدث فالشىء إذا كررته  تعودت عليها وأتقنته ، ولم تتخلص من تبعاته كنت كمن يقول أنا أكذب إذًا  أنا موجود سأذكر بعض ما أتذكرمن كذب قمت به  ولك الحكم على  بما تراه 

مازلنا هنا فى مرحلة الطفولة  والمرحلة الدراسية الاولى  كان هناك  طفل فى نفس الفصل أخاف منه وتأكدت من ذلك عندما نطقت اسمه فى الهلاوس الليلية وكنت أبكى من الخوف منه ، مرض هذا الطفل أخبرنا أحد الأساتذة عليكم بزيارته  تبرع الجميع بما لديه ، خمسة قروش  من هنا عشرة  من هناك  بالتاكيد لم  أدفع أى قرش ببساطة لم  يكن معى أية  قروش يمكن منحها ولم تكن لدى الجرأة لأطلب من أحد ، عمومًا جمعنا المال واشترينا البرتقال لنذهب به إلى المريض  الذى كان فى قرية مجاورة لقريتنا مسافة ليست بالقريبة وطريقها كان موحشًا واشتهرت تلك المنطقة بالآثار الفرعونية  وكانت آثار الحفر وقتها ظاهرة فى مقابر على هيئة مستطيلة مفتوحة بطريقة مخيفة  لاترى منها سوى ظلام ،  هل ترى المفارقة  ما تخاف  منه لن يفارقك  أبدًا ، وصلنا إلى وجهتنا قمنا بعيادة المريض  لم يقدموا لنا شيئًا لنأكله  ولامياه حتى لنشربها ، ربما لأننا كنا صغارًا لم يكن أحد ليضع لنا أى إعتبار  كان  أمرًا مزعجًا  ، عدت إلى البيت  ألم  يقدموا لكم الأكل ؟ ألم يضعوا لكم أى شراب  بطريقة مزعجة تخلصت منها بالكذب أخبرتهم أنهم قدموا ما لذ وطاب وأخذت أصف بطريقة متقنة أنواع  الأكل الذى وضعوه والمشروبات التى قدموها ،والجميع صدقنى بلا استثناء وبقناعة تامة ربما كان قناع الطفولة البرىء هو كلمة السر فى تصديق الجميع للكذب   ، هل هناك فائدة من كذبة مثل ذلك ؟ أعتقد أنه بسبب التهميش أو الرغبة فى الحصول على الإهتمام لا أعلم أكثر من ذلك .

مرة أخرى وكذبة  متقنة ، حقيقة لم أكن  أمتلك  أية أموال ولم  يكن هناك أية مصادر للدخل  ليس من فقر بل لظروف خاصة ربما أكون شجاعًا وأكتب عنها يومًا  ولم يكن هناك أحد ليعطيك المال  ، أتذكر مرة قريب لى بعد تلك المرحلة أعطانى مرة خمسة جنيهات لا توجد كلمات يمكن وصفها لسعادتى ولا أية مشاعر تعبر عن حبى وتقديرى  لهذا الرجل الذى رحل عن هذا العالم البغيض منذ فترة ليست بالقليلة  ، فى المرحلة الاولى  كان يوجد الكثير من الأشياء التى تتمنى شراؤها  ويؤسفنى أن أخبرك أنها بمبالغ زهيدة فقط بضعة قروش  يمكنك أن تحصل عليها ولم تحصل عليها هل يمكنك أن تتخيل أسوأ من ذلك إنها الأحلام التى انهارت قبل بدايتها  ، وزر الخطيئة الاولى ، اللعنة التى حلت  ، والغضب الذى استمر ، ملعونين فى الأرض وفى السماء  ،  أطلقت كذبة  وقتها  فى المنزل معى أموال كثيرة  احتفظ بها فى مكان لا يعلمه  أحد  وسأشترى كل ما أحلم به  ،  لن  أخبركم عن مكان الأموال  ولن  تعرفوا ما ذا  سأشترى ،   وكالعادة صدقنى الجميع  ، والإنتكاسة الكبرى  أن  أمى صدقتنى أيضًا  ، كيف لأم  أن تصدق أن طفل صغير لا يعيره  أحد أى إهتمام  ولا يعطيه أحد أية  أموال حتى هى  يمكنه  أن يحتفظ بالمال ؟ هل ضربت الودع يا أمى أم  قمت بسرقته  ؟!!!، ساهمت هذه الكذبة فى لفت  الإنتباه  واحترام الجميع  وفى شعورى بالثقة  ، تيقنت أننى  كنت وقتها كائن طفيلى يتعايش على الكذب والأوهام  لم يتخلص من وهم الماضى  ولا الآثار السلبية للعقل الباطن .

يقولون عن المسيح أنه ابن الله ، وفى ايران  رجال الدين  يقولون عنهم  آية الله  ، ومن الأسماء المفضلة  للمتدينين   هنا فى مصر  عبد الله ،   عندما أفكر ماذا كنت لأختار لنفسى لعنة من الله  ؟ أم  اختبار لا معنى له  من الله  ؟ كنت أرى نفسى كطفل لقيط  حصيلة نشوة زائفة ولحظة حرام لا تتعدى دقائق  فلا هو تمتع بالنشوة ولا هو اختار الحياة  ، ولا هو حاز على  حب الأب ولا نال رضا الام  ، لم يكتسب الامان  ولم يعرف سوى الخوف ، لم يتدخل الله لإنقاذه  ولم يرحمه المجتمع المزيف .

لا شىء من هنا يمكن إضافته  . انتهى  .

الاثنين، 5 أكتوبر 2020

رسائل مجهولة المصدر

 

بالامس حلمت بكِ وفي الخيال وايتكِ كنتِ تقراين وكنت استمع ولكن هذا ليس حقيقة بل كان كله من وحي الخيال لقد وقعت اسيراً لصوتكِ والكلمات التي كنتِ تقراينها لقد كانت واحدة من اكثر اللحظات حماسة ومتعة إنني أفتقدك ولكن لا استحق وجودكِ أنا شخص مكمن قوتي يكمن في كوني مجرد ومنزه عن اي علاقات اجتماعية لانه ببساطة لا يوجد لديك ما يمكن أن تخسره أسترجع الدكريات التي كانت معكِ فأتأكد ان كل هذا من صنع خيالي فلقد صنعتك علي الطريقة التي أردتها وفعلتِ كل ما اتمناه وهو ان تقراي لي بصوتك وهذا دليل دامغ علي أنكِ لست سوي خيال صنعه عقل مريض أرجع قليلا الي الوراء عندما طلبت مرة أخري صداقتك لقد كانت لحظة شجاعة مني كشخص ضعيف وتركي كان لحظة ضعف منكِ كطرف أقوي ولكن آخر ما كان ينقصني وقتها هو العطف أو الشفقة فقط كل ما كنت أحتاجه وقتها أن تقرأي لي قليلًا وهذا لن يشفع لكِ في وجودك فعاجلُا أو آجلُا كنت سأتخلص منكِ وأنهي وجودك فكما ان لكل شيء بداية فختمًا ستكون له نهاية لان أول خطوات العلاج للمريض التخلص من أسباب المرض انتكاسة الاكتياب هل تدركين ما هو ذلك ؟ وكيف يكون ؟ عقل يعمل بلا هوادة أفكار نتصارع كلمات لا تخرج عن إطارها محادثات تجري مع النفس مناقشة فقط مع الذات عيون تنهمر والظلام يسود والريح تكون باردة باردة جدا حتي لو كانت الحرارة مرتفعة وقتها تقع فريسة للظلام لينهشك والأفكار لتقضي عليك والأصوات تنتقم منك كم كنت وقتها اتمني لو أخبركِ من فضلك أنا ضعيف لا تتخلي عني ولكن ما هكذا تسير الأمور ، أقرأ ما تكتبين فأري تأثيري وأفكار تشبهني وكلمت للحب كتبت من القلب إشراقات لا تشرق للحميع للأسف ولا تعطي الضوء للكل - كوني بخير

قالو عن الحب نجيبة العسال

الأنثى عندما تحب تنسى كل شىء ولا تدرى إلا أنها  قد تلاشت فى خيالها مع صورة من تحب . 

الحقيقة والكذب مقال لأحمد رجب من كتاب نهارك سعيد

 


إن الإنسان يتوق إلى قول الأكاذيب كما يشتهى سماعها أيضًا ، بل إنه يسعى إلى شراء الأكاذيب بالفلوس ، فإن أكثر الناس شهرة هم الكتاب الذين يؤلفون قصصًا لم تحدث ، والممثلون الذين يمثلون شخصيات وهمية ، والمخرجون الذين يوفرون الحبكة والإتقان لكل كذبة .

ويبدو أن الكذب ضرورة فى حياة الإنسان ، فلو لجأ الإنسان إلى الصدق المطلق لأصبحت حياته شديدة التعقيد ، وامتلأت  أقسام الشرطة والمحاكم بالمتنازعين ، وحدثت أزمة شديدة فى سراير عنابر الكسور بالمستشفيات .

لنأخذ مثلًا بسيطًا  هذا رجل يقول لصديق حميم له : لا تتصور كم كانت زوجتى سعيدة عندما علمت أن زوجتك وأولادك سوف يكونون على مائدتنا فى الغداء يوم الجمعة 

ترى ماذا يحدث لو قال الرجل الحقيقة لصديقه الحميم وروى ما حدث بالفعل قائلًا :

" عندما اقترحت على زوجتى أن تتناول الغداء  معنا يوم الجمعة القادم لطمت وبكت ، لكننى صممت فاستسلمت أمام إصرارى على دعوتكم  ، إذ أنك لا تعلم أنها لاتطيق زوجتك ولا باروكات شعرها ولا فساتينها ذات الترتر فى عز النهار ، كما أن زوجتى تعتبر أولادك فى منتهى قلة الأدب ، خصوصًا الولد أشرف الذى سكب شوربة الطماطم على مفرش المائدة ، ولطخ الأوبيسون بالكريم شانتى ، هذا بالإضافة يا صاحبى إلى أنها ترى فيك إنسانًا غبيًا ثقيل الظل وتقول - كلما رأتك - أنها تزداد اقتناعًا أن الإنسان أصله حمار ".