ليس أسهل من أن يتمرد الإنسان على ظلم غيره له ، إما أن يتحول تمرده ضد نفسه فهى المعاناة الكاملة لقد أصبح ضميره يجمع بين الذنب والعقاب بين أن يكون المتهم والقاضى معا داخل صدر مخلوق واحد فيكون هو أتعس المخلوقات جميعا ، فإن أقصى ما يحكم به قاض من البشر ضد الخطاة لا يتعدى تذنيب الجسم بتقييد حركته خلف الأسوار أو حتى وقفها الى الابد ، أما القاضى الذى يحتل صدورنا فإن عقابه لنا أتعس بكثير إنه ينصب على ارواحنا حتى لتتضائل اقسى الآلام الجسدية أمام لحظة احساس بالهوان والندم والاحتقار لذاتنا هذه اللحظة التى تعلن تخلى نفوسنا عنا وتمردها على خطايانا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق