إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 23 مارس 2020

عصر كورونا عصر اغتيال الأحلام



فى هذه الأيام العصيبة  اختفت السعادة من الوجود ولم يعد للفرحة من مكان  إنها أجواء نهاية العالم بكل تفاصيلها  ، كتب على هذا الجيل أن يكتب تاريخه بثورة يناير  ما قبلها وما بعدها بكل ما مر بها والأنتهاكات التى تعرضنا لها والأحلام التى سرقت والأمانى التى لم  تتحقق  حتى كان أقصى الطموح ان ينتهى العالم بتلك الطريقة بعد أن فقد هذا الجيل أى أمل واختفت كل الاشارات  ولم يعد هناك من سبيل 
ترتيبات القدر أبت إلا أن نشهد تأريخاً جديدأً  وهو ما قبل كورونا وما بعده كعلامة فاصلة فى هذا التاريخ  هى أجواء لا يمكن وصفها وحزن مرير ورغبة فى الخلاص فقط الخلاص نتمنى ان يكون هذا مجرد كابوس  ونستفيق منه وندرك تماما أن الامر حقيقى تماما  هل هو غضب الطبيعة الأم  ،  أم أن الله قرر ان يعاقب البشر ؟!! فى كل الأحوال النتيجة واحدة  مثل تلك الأجواء كنا نشاهدها فقط فى الافلام او فى الروايات لم نتوقع يوما أن نشهدها وان نعاصر أحداثها  وهذا عذاب فوق العذاب  بل انه يفوق العذاب أن تشهد الانهيار من حولك وان تنتظر دورك ، لا اجابات منطقية ولا فائدة ترجى من اى تفسير لهكذا وضع مشؤوم  اليوم هو جو عاصف  ورياح مثيرة للأتربة  بالتأكيد  انها لعنة  ولأن المصائب  لا تأتى فرادى فقد تلقيت خبر وفاة مصطفى نور الدين قابلته فى يوم واحد فتى صغير على قدر  عال من التهذيب  والرقى تحدث عن حلم السفر للخارج لدراسة الطب  ولكن مصطفى فى ذمة الله  . هل من تعليق او تفسير ؟؟ لا اعتقد 
كيف يتم اغتيال الاحلام ؟ 
يتم اغتيال حلمك عندما ينتهى قبل أن يبدأ عندما تشهد انهياره فى عز اشراقه  يتم اغتياله وتختفى معه السعادة ويسود العالم الظلام  حتى لو كنا نهار مشرقا او ليلا مضيئا لا يوجد وقتها سوى الظلام   حتى اذا جاء بعدها النور لن يجد لدينا سوى الظلام لن يكون لمجيئه أية فائدة لأن الرغبة انعدمت والحياة قد انتهت رغم استمرارها واصبحنا فى عداد الموتى رغم بقائنا على قيد الحياة 
محاولات مستمرة  لايجاد سبب منطقى نستحق على اساسه معايشة كل تلك الأجواء  ونعاصر كل تلك الكوارث أى جرم أجرمناه  وأى ذنب فعلناه  تتمنى لو تنقطع عنك الأخبار وتفقد الصلة بالعالم  لو تفقد الذاكرة  لو  تغفو الى نوم فلا تستيقظ لو تموت قبل أن تموت  كل هذا الموت  تبحث عن   اى خبر  او مشهد ربما يوحى ان الفرج قريب وان هناك من امل ،  ولكن الامور  كلها  تسير فى خط واحد باتجاه اللون الأسود  وفى طريق  واحد هو طريق النهاية   ولكن بلا جدوى  فالمياه كلها أصبحت بلون الغرق  فلنتقبل مصيرنا يهدوء كما يكون .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق