إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 29 أكتوبر 2019

الزمن هو الشىء المنظم ، منافى العشوائية ، حجة اليمين

لحظات  ما بعد الكارثة 
لقد جرفنا التيار 
لم يكن هناك سوى العدم 
عدم فى عدم فى عدم يسوده ظلام  .
............................................
تحاول الكتابة حتى ينقطع الكلام  تبكى حتى تنتهى الدموع تصمت حتى تكاد تنفجر من الغيظ تغضب ربما يكون هناك أى خلاص  كوابيس لا تنقضى ومآسى لا تنتهى على مسرح العبث ، دراما لا ترد على خيال أحد ، أتذكر هذا المبنى الذى رأيته بسور شاهق مرتفع مخيف أصابنى الفزع وانتابنى الخوف  إن الحقيقة واضحة  وظاهرة  كيف لم نعرف ذلك من البداية   لسنا لعبة  الكترونية لحضارة أقوى بل نحن فئران  تجارب لها  فى قفص كبير يسمح لك بوهم الحرية  ولكن  ذلك غير صحيح  ، تحاول الإنزواء والتضاؤل ربما تختفى   ربما تنشطر إلى  جزء آخر  تتمنى أن يقل حجمك آملًا أن تختفى من الوجود ، تدعو لآلهة لا وجود لها  تناشد أشخاصا لن يهبوا لنجدتك  تنتظر هبة سماوية  أو هزة  أرضية  أى  إشارة أو دلالة أو علامة  ما على  وجود أى أمل أو حتى لمحة من تغيير لو  حتى كارثة اكبر  كان نذوب جميعا فى أنهار لا قاع لها  أو  نختفى فى فراغ سرمدى لانهاية  له  ، أن نفكر كثيرا حتى نفقد العقل  ، أن يتملكنا الحزن حتى تزول الرغبة والشغف .
...................................
السيدة راء كيف لكِ أن تكونى بكل تلك القسوة  أن تقتلينى بسكين بارد  وأعصاب هادئة  كيف هان هذا الشخص  أمامكِ على الأقل كان يستحق صراحة مهما كانت عواقبها  عندما اتمعن فى أفعالك وأدرك قسوتك  فأنا على يقين تمامًا  أنه لا وجود لأى مبرر  أو سبب   لأى شىء كان فى الوجود أو سيكون  .
....................................... ............
وتذكروا يوم تركبون القطار  أتذكر الكلمات مرارًا وتكرارًا    وأعرف المأساة  حق المعرفة  أتذكر صديقى  خالد لم يكن خالد فى الحقيقة  لقد كان  هناك  فى يوم بارد شديد البرودة أتذكر البرودة تماما  جاء من يخبرنا لقد مات  خالد  سقط تحت  عجلات  القطار  والموت هنا أهون الأمور فآخر ما تفكر فيه هنا الإسعاف أو الإنقاذ العاجل لا يتحرك أحد حتى تأتى النجدة الرسمية   ولا يمكن لك أن تخرج به  إلى مستشفى  فقط تنتظر وتراه يصارع  لحظة بلحظة  إن أسوأ مامنى به الإنسان هو الذاكرة  واللحظات الدفينة فى المواقف العصيبة تعتقد أنك تخلصت منها  حتى تداهمك فى أسوأ  لحظاتك لتذكرك انا هنا لن أنتهى ستعيش المأساة  مرارًا وتكرارا  لن ينتهى هذا الحدث للأبد لن يدفن  إلا معك  ، أتذكر تماما يوم  نركب القطار أتذكر الصمت الحزن  العجز القاتل الفقر العوز  والحاجة والقهر  مشاعر أدركها جيدا  وعرف معناها لذا كانت الحكمة الإلهية أن الفقراء  أول من تسعر بهم النار "فقد ورد فى الأثر أن تعيس الدنيا تعيس الأخرة "  وأن نجيب ساويرس أول من يدخل الجنة وسيشفع  فى  مائة من  كبار رجال الأعمال الفاسدين  فى مصر  يدخلون معه الجنة بلا حساب  لطالما كانت تراودنى مثل هكذا  أحلام   لا معنى لها .
.........................................................
السيدة راء اذا كان هناك طبيب  يعالج مريضا  ووجد عنده مرض من الخطورة  بمكان  وان  حياته  فى خطر داهم  فإن من الامانة  أن يخبره بذلك  بكل صراحة  لامعنى  للتأجيل أو للمواراة  ولا مجال هنا لمجاملات  أو  خجل .
................................................
من اليمين إلى اليسار من  الأعلى  ومن الأسفل  من هنا أو  حتى من هناك  هل يوجد شخص قادر على ان يمنحنى  أى سبب لكل  ما يحدث  ؟!!
إن لمحة الامل الوحيدة  أن  يكون هذا الأمر مجرد  كابوس ليس أكثر  ان يكونوا فى مكان  أكثر أمانا   أن يكون  الموت  خلاصا  ونهاية  فعلا   لان  من يموت هو فقط من يموت  أما  نحن فنتمنى الموت  ولن   نجد الموت فكل حدث هو موت بطىء وقاتل لجزء معين  فى البدن  يعود للحياة  مرة  أخرى  حتى يمكنك  أن  تتعب به مرة  أخرى  أن تعرف الأذى فيه  أن تدرك معه الوجع  مجددا  حتى  اذا  جاءنا الموت   فلن  يجد أى شىء يذهب به إلى  الموت   سيدرك الموت  أنه لا داعى هنا للموت  ولا معنى لسحب الرو ح.
......................................................
السيدة راء لقد انتهيت منك  وكفرت  بك كما هو حال كل  شىء أعرفه لا  ثوابت  لا يقين   فقط لا شىء   كل ما رأيت ذلك أفكر   كيف كان لكِ  أن تصبحى بكل تلك القسوة ؟!!!!
...........................................................
حلت علينا  لعنة  وربما  نحن فى متاهة لدولة  أخرى    لا يوجد أى وسيلة للهرب  ولا مفر من هذا الجحيم   لا جديد سوى المزيد من المعاناة  والاحداث السيئة التى تتكرر 
هناك  وقت معين  تعرف فيه  أن  الافضل أن تتوقف عن الكتابة   وان تدرك فيه معنى الصمت وتتعلم   أن تكون قليل الكلام   إنه وقت الإنسحاب  والتقوقع للداخل  نحو مزيد من التقوقع   نحو  اللامبالاة  والصمت  كيف نستوعب  كل هذا  الموت  كيف مرت علينا كل تلك الدماء   كيف لنا أن  نعيش هذه المآسى  لايوجد لنا طاقة   ولم يعد الجسد قادر على التحمل  التفكير  متعب  والصمت قاتل   والحزن سائد والظلام  يمتد ليشمل كل شىء  مستقبل قاتم وأمل زائف  والشتاء قادم والرياح الباردة آتية .
..................................................
الإثنين 2019/10/29 
شهيد التذكرة 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق