إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 25 يوليو 2020

رسائل من واقع عدم السيدة راء مازالت مجهولة

لحظات ما بعد الكارثة 
لقد جرفنا التيار 
لم يكن هناك سوى العدم 
عدم فى عدم فى عدم يسوده ظلام .
...............................................
السيدة راء " كما قال المنيف سيحترق هذا الوادى وأنتِ أصل البلاء .
....................................................
لحظات  ماقبل الكارثة 
حتى لا يجرفنا التيار 
فى البدء كان الله ولا شىء قبه 
هو الاول والآخر والظاهر والباطن .
....................................................
فى  منتصف أزمة كورونا وضغط الاتراك على مصر فى ليبيا  وضغط أثيوبيا على منابع النيل لتضع مصر تحت حصار يجعلنا نتسائل هل مصر ستظل آمنة  ؟ التاريخ يخبرنا أنها قطعة ملعونة من الارض لم تخل من حروب وصرواعات  وأهوال ومجاعات   لذا كل الخيارات متاحة وأى كلام عن عناية إلهية  أو تدخل  ربانى لا محل له من الإعراب لذا لنكتب  للتدوين ليس أكثر .
......................................................................................
لحظات  ما  بعد الكارثة  
فى شرفة  لمحته يدور ذهابا وايابا  بثياب رثة  وهيئة تدعو للشفقة زجاج شقته متحطم وأثاثها  يتداعى  كهيئته ، أطلت النظر مازال يكرر  السير  بلا هوادة  لقد كان يشبه تلك المرحلة الحاسمة بكل تقلباتها  وبكل ما فيها من أحداث عند النظر إليه يمكن أن تتوقع منه ما سيحدث فى القريب العاجل وهو السقوط وليس مجرد سقوط  بل سقوط متداعى سيتداعى إلى أن ينهار  او يتلاشى ربما يتخطفه طير من شرفته أو يمن الله عليه وتضربه صاعقة تظهر من العدم  لقد جعلنى أتسائل هل ولت أيام الراحة والنعيم إلى الأبد ؟ الإجابة بكل صراحة نعم  لقد انتهت بلا رجعة لقد انفرط  العقد  وانساب الخيط بسلاسة ليعلن عن مصير محتوم .
السيدة راء هل كونك من وحى الخيال يفسر غيابك او يبرره ؟لا بالطبع لا  لا مبرر لاختفائك بل إنه فى  ظل هذه الأحداث  نذير شؤم  لشخص يعانى من التطير ويؤمن به   وهذا يدفعنا إلى ذكر أكثر الطيور ارتباطا بالتطير وهو الغراب للرجل والبومة للمرأة وهذا ظلم بين للطائران  وتهمة لا  تسامح فيها ، فالغراب طير من النوع الراقى على نفس درجة رقى الذئب  فى الحيوانات  كلاهما سىء السمعة ولكنهما يتمتعان بالشرف والإحترام ولنتذكر أن الغراب اول من علمنا  دفن الموتى وان كانت تلك  خطيئة فلو علمنا حرقها لكان افضل أتذكر مرة أخبرنى  أحد الاشخاص الراحلين  أنه ضرب غرابا فتجمع عليه سرب من الغربان رغبة فى الأنتقام  مما فعله فهم قد تضامنوا فيما بينهم فى سابقة قل ان تجدها فى البشر وهو قد وصله الرعب والخوف من  مجرد إظهار رغبتهم فلم بعد إلى فعلته مرة أخرى  .
ربما كان السبب لونه الأسود  المرتبط بالخوف والظلام ولكن هذا لا ببرر كونه رمز للتشاؤم والتطير .
البومة طائر بعيون دقيقة تلمع من شدة نقائها  تتمتع بقسوة فى المظهر تشبه قسوة الأب الخائف على أبنائه إن عيونها الجميلة وقسوتها الظاهرة تخبرك دائما ألا تنخدع بالمظاهر  هى من الطيور المدهشة بكل تاكيد وتظهر أن لديها رقة متناهية . 
لو كان بالأإمكان محو كامل الذاكرة ؟!! هيهات 
السيدة راء لماذا غيابك رغم عدم وجودك لا مبرر له  ؟ لا يمكنىى أن أفسر غياب أبى أو أتحمل فقد حنان أمى فكيف بتحمل غيابك أيضًا إذا أنتِ لم تتحملى الضغط وقمتِ بالإختفاء  وتحت وطأة الألم  زال طيفك  فكيف يكون حالى ؟  إنكِ كشمعة تضىء هذا الظلام فكيف إذا انطفأتِ ؟!! كالشمس التى تشرق لكل هذا الكون فماذا لو غبتِ  ؟!! ماذا يحدث للنباتات  كيف تتنفس كيف يصمد عباد الشمس ؟ !!.
عودة إلى هذا الفيلسوف المجنون فى شرفته مازال يواصل التحرك  إنه يذكرنى بدقات الساعة ، دقة دقاتها مثيرة للغثيان اتذكر تماما أننى
أكره ارتداء الساعات بسبب دقات الساعة فى رواية الصخب والعنف لم أرى صوتا أسوأ  من صوت دقات الساعة    يخبرك فى كل دقة لا مفر ولا مهرب، مسكين أنت  يا ابن آدم تبدأ حياتك   بدرجة سالبة   تسير نحو نهايتك  قبل بدايتك   بخطى ثابتة ، أشفق على كل من ينصح أحداً ويقول له مازال العمر أمامك  ولديك قابل الأيام  أى سخرية أسوأ من تلك الكلمات .
........................................................................
السيدة راء قد لا تدركين ذلك ولكنك السبب فى جنون هذا الرجل وفى كل مآسى العالم  .
.....................................................................................
ليست مجرد هيئة لمجنون بل هو فيلسوف مجنون ، أى مجنون قال أن الجنون هو فقد العقل ؟ المجنون الحقيقى هو من يحتفظ بعقله فى ظل تلك المآسى إنه يوضح لنا ما يجب على الجميع فعله عندما يكتشف الحقيقة أن يسير على غير هدى  أن يطيل السير حتى يسقط من شرفته فتتقطع أوصاله  ويصير إلى أشلاء   ، إنها ليست مأساة الغنى أو الفقر الحزن أو الفرح إنها مأساة الوجود المجردة  لقد فهم هذا الرجل الحقيقة أراه يتحدث إلى اشخاص مثلكِ -  راء - لاوجود لهم - لو كان لى أن أعرف ماذا يقول لربما نطق بحكمة السنين  وشرح لى الحقيقة  كاملة   وأرشدنى إلى الطريق الصحيح  نحو النهاية المثالية  الجنون أو الإنتحار أثق أن لديه الحكمة المطلقة  إن رؤيته تمثل لوحة عدمية هشة لا ضوابط ولا قيود  فيها ولا لها لا على المظهر ولا الهيئة  ولا المكان  عشوائية مطلقة  تمثل كل ما نتعايش فيه  تدور فى فلك لا مبالاة يسير على نحو دقيق ، لك ان تتخيل كل ماسبق  شخص يسير ذهابا وإيابا لا ترى معه احدا لا يكف عن السير ولا عن التحدث  للفراغ ، إننى  أمتلك القدرة على رؤية ملايين اللوحات الفنية ولا أمتلك الموهبة لتحويلها إلى واقع  هى لوحة فارغة تماما فقط اللون الأسود وإذا أطلت النظر فيها  تتحول إلى اللون الأبيض 
تكتمل اللوحة بالسكون الحاضر والصمت المطبق وصوت مراوح سخيفة يظهر مع دورانها وبشر  كهيئة أهل الكهف موتى من مئات السنين  أصوات نشاز من الخارج تظهر  من وقت لآخر ، عدمية مطبقة .
لو كان لى صرخة أخيرة للسيدة راء  لرحمة غير مستحقة لاستغاثة بلا فائدة ، لصرخة لن تجد سوى صدى صوتها  ، نظرة أخيرة قبل المصير المحتوم وهو الموت  
كل الطرق تؤدى إلى الموت  ولم لا ونحن نسير إليه فى هدوء كنت ألوم على الغراب أن علمنا الدفن  فالحرق كان أفضل حتى لا يتبق لنا  ما يمكن تعيبه  أو حتى ما يمكن العثور عليه  مع  أن لدى كامل الثقة أنه حتى يوم البعث لن يرانى أحد ببساطة كما أنه لم يرانى أحد فى  الحياة فلن يرانى أحد بعد البعث  أتمنى فى اللحظات االعصيبة أن تكون البوذية هى الديانة الحقة وأننا لسنا سوى طاقة من نور وأرواح تعود إلى مالا نهاية   وأنه لا يوجد جحيم ولا نعيم   لأنه لا مبرر لفكرة العذاب والجحيم لا يوجد أى مبرر لها ، بالتأكيد لا مبرر لها  ‘ يقولون أنه يجب عليك  أن لا تهرب من اى  مشكلة  بل تواجهها حسنا لأواجه الموت  ومواجهة الموت فى اعتقادى له شقان  قمت بالأول وهو تغسيل وتكفين ميت  لم أشعر بالخوف ولم أرى شىء يدعونى للاتعاظ فقط جسد متخشب وهيئة ذابلة   لم يثبت لى ذلك الشجاعة ولكن أثبت أننى أتمتع بلامبالاة لابأس بها  أما الشق الثانى فلم أقدر على تنفيذه  وهو النزول إلى القبر المكان  الذى  ستتواجد فيه ميتأ هل كان لك أن تتواجد فيه حيا ، معاينة حية لمكانك النهائى المحتمل اذا لم يحترق جسدك او  يسبح فى اعماق البحار  او يتلاشى من الخوف او ينهار للاشىء بسبب الظلام  ، معاينة  لم أقدر على إجرائها ولم تواتنى الشجاعة لتنفيذها .
إن مشكلتى ليست فى الموت بحد ذاته بل فى تقبل الموت وتقبل  رحيل من نحبهم و فى عدم وجود أى مبرر لرحيل  الاطفال كيف لنا ان نوارى طفلا التراب ونتركه للظلام  يمكنك أن تقول الكثير ولكن لا سبب منه منطفى  ، إنها مشكلة  ذهاب  الشباب بلا عودة  
إذا كانت تلك النهاية  حتمية فلماذا كانت البداية ؟!! إنها معضلة الإختيار ومأساة الوجود والسبب فيها أنت اليسيدة راء ولا أحد غيرك .
أن الموت  مع الحب وجهان لعملة واحدة هى  الحياة مشكلتهما تكمن دائما فى التقبل . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق