تبدأ ثورة العبيد فى الاخلاق حين يصير الحقد نفسه خلاقاً ، وينتج قيماً .
الحاقد تنقصه الصراحة وصفاء القلب والوفاء لنفسه ، روحه غامضة وعقله يحب الخلوات ، تسحره المخارج والأبواب الخفية يسحره كل مايختفى ، إنه بارع فى المحافظة على الصمت ، فى عدم النسيان ، فى الإنتظار وفى الإنتقاص من شان نفسه وإذلالها .
وحتماً سينتهى عرق مكون من الحاقدين الى التزام الحذر أكثر من اى عرق أرستقراطى ، كما أنه سيشرف الحذر بجعله تدبيراً مخالفاً تماماً ، سيجعل منه شرط وجود ، هذا فى الوقت الذى نجده لدى الرجال المتميزين يكتسى صبغة الترف واللباقة ، ذلك أن أهميته هنا أقل بكثير من الدقة التامة التى نجدها فى عمل الغرائز المنظمة اللاشعورية ،وحتى لو استولى الحقد على الرجل النبيل فإنه لا يتسمم به ، ذلك أنه سرعان مايستنزفه من خلال رد فعل سريع ، بل إن هذا الحقد لا ينفجر إطلاقاً لدى كثير من النبلاء ، أما لدى الضعفاء والعاجزين فإنه يكون شيئاً محتوماً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق