إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 3 ديسمبر 2018

فيلم كارتون المرحوم جلال عامر

دخلت المصلحة الحكومية مقتنعاً بأن الحكومة «تخدم» الشعب، وبعد حصولى على ٩ أختام على أوراقى خرجت مقتنعاً أن الحكومة «تختم» الشعب، وأحمد الله أنه ليس عندى سيارة لأتعامل مع المرور، وحتى عندما فكرت أن أشترى «توك توك» لألوح منه للجماهير نصحتنى زوجتى بأن ألوح لهم من البلكونة وأوفر ثمنه، ولا أعرف الشهر العقارى كام يوم فليس عندى عقار إلا عقار الروماتيزم، ولم أسجل فى حياتى إلا فيلم كارتون يحكى عن فأر ضخم فى جزيرة دخل ديوان الموظفين وألتهمهم ثم ختم نفسه بختم النسر ليصبح الفأر المعتمد فى الجزيرة.. ولأول مرة فى التاريخ تم افتتاح مهرجان «كان» هذا العام بفيلم «كارتون» ولذلك قصة سأرويها.. فقد تغيبت عنك يوم الخميس، بسبب سفرى المفاجئ لتسلم السعفة الذهبية التى فاز بها ابنى فى المهرجان.. فقد تقدم عام ٢٠٠٥ بطلب للحصول على بطاقة رقم قومى له ثم اتضح بالكشف عليه أنه يعانى من تغيير حرف فى اسم الجد نتيجة عدوى من موظفة فى السجل المدنى وحتى عام ٢٠٠٩، مرت أربع سنوات، دون استخراج البطاقة، وهى كما تعلم نفس الفترة التى استغرقتها الحرب العالمية الأولى (١٩١٤ - ١٩١٨)، كنا نخفى الولد خلالها خوفاً من الكمين، وبعد مقالة نشرتها فى إحدى الصحف طالبت فيها قمة العشرين بإدراج بطاقة ابنى على جدول أعمالها، حدث تدخل كريم ومشكور من وزارة الداخلية أنهى البطاقة فى أقل من شهرين، وتحدد يوم الخميس لتسلمها، ثم عرفنا أنها فازت بأحسن تصوير وأحسن إخراج ولذلك تم الافتتاح بفيلم «كارتون»، ويقال إنه ليس كرتوناً بل بلاستيك ومغلف تكريماً لابنى.. حرام أن نحمل المواطن أعباء فوق أعبائه فقد أصبح التعامل مع موظفى الدولة من مستهلكى العلاوة هو الجحيم، وأصبح البحث عن كنز أسهل من البحث عن «ختم».. وإذا كنت أنا قد احتجت إلى أربع سنوات وواسطة لاستخراج بطاقة ابنى من باطن الأرض فماذا يفعل المواطن العادى الذى لا يمتلك «توك توك».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق