إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 11 ديسمبر 2018

مقال عن الأمل ليوسف السباعى مش مقتنع بيه

فى حياة كل انسان  لحظات مضيئة براقة  يلمع ضوءها فى نفسه فتريه الحياة مشرقة وضاءة ويرى كل ماحوله يزهو فى سناء عجيب لا يدرى كنهه ولا منبعه ويخيل إليه  أنه ما من كائن فى الكون  إلا وقد مسه ذلك السحر الذى مسه فإذا بالدنيا كلها قد سُخرت لمتعته كأن كل مافى  الطبيعة لم يخلق إلا لكى يبعث فى نفسه النشوة  ويملأها بالنعيم 
وقد تذهب تلك اللحظات  فيخبو ضوءها  وينطفىء بريقها ويأخذ الإنسان  فى  التعثر فى  ظلمات  الحياة  وينظر للكون فإذا  به قد فرقته فتنته  وبدا كالشجرة الذاوية  قد تساقطت  اوراقها الخضراء اليانعة  بعد أن جفت  وذهبت نضرتها  ويظل الإنسان يتخبط فى  حلكة الطرق ثم ينهكه السير فيقف برهة  يتلفت حوله فإذا باللحظات  اليسيطة  البراقة  التى فى حياته  قد بدا منها بصيص ضئيل وبقية من رمق  عندئذ تطوف  برأسه الذكرى  فتنعشه  وتثمله  وتنفخ فيه  من ضوئها الباهت  قوة  وأملا فيعاود السير وهو يتلفت خلفه  بين لحظة  وأخرى  ليتزود منها بغذائه  كما تجتر الإبل  غذاءها المختزن  كلما شعرت  بالحاجة إليه فى الصحراء الجدباء المقفرة   عله يقيم  أوده  ويمكنه من السير حتى النهاية   فلا يسقط إعياء فى منتصف الطريق ".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق