إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 26 ديسمبر 2020

هى تشبه خمر أبو نواس

 هى تشبه خمر أبو نواس  حين قال :
دع عنك لومى فإن اللوم إغراء - وداونى بالتى كانت هى الداء 
صفراء لا تنزل الأحزان ساحتها - لو مسها حجر مسته سراء.
فتنة للمؤمنين ، بيضاء فاقع لونها تسر الناظرين  ، تتكلم دون أن تسمع لها صوت  ، تحكى بنظراتها ، بكل شىء تخبرك عيونها  ، تمشى برقة حتى تكاد أن تختفى ، تتحدث بهدوء حتى لتتوقع انها ستذوب  ، جسدها ممشوق صارخ ينظق بالسحر ، ملامحها بريئة دقيقة علامة للجمال ،  وإن المحبين ليعرفون من أماكنهم ، الطرقات التى اجتازوها والشوارع التى مروا بها ، إننا نعرفهم من كل ما يتعلق بهم ، على أرصفة الشوارع ومحظات الإنتظار ، إنما تتميز الأماكن بما وقع فيها وماجرى خلال وجودنا بها  ، غامضة مشتتة ، عقل لا يتناسب مع الجسد   ولا مع الحياة  ، هى أشبه بطير رقيق صغير من غابات الأمازون وجد نفسه فجأة فى صحراء جزيرة العرب ، ليست الأجواء التى يعرفها ولا هى الطبيعة التى تتماشى معه  ، قابلتها حدثتها  قالت لى  لماذا لا ترسمنى ؟  فكرت " الرسم على خلاف كثير من الأشياء الغامض فيه أكثر من الواضح والقليل منه  يبوح عن الكثير ، إذا أردت رسمها فلن أرسم الجسد بل سأفتش عن الروح ، فى عقلى رأيت لوحتها فارغة من الخارج ، جوفاء من الداخل ، بلا هامش وبلا تفاصيل ، لوحة صامتة ساكنة لن يعرف فيها شىء ، لاشىء فيها سوى فراغ تحدق فيه ، ربما تعثر فيه على ماتريده وتجد ما تبحث عنه ، إنها تشبه بائعات الهوى ولكنها لا تبيع سوى الهوى ، تعشق الكلام وتجيد الإستماع ، لا تغريها القوة  ولا تجذبها الوسامة بل يأسرها من يحتويها بنظراته ، من يمتلكها بقلبه وفى قلبه .
قلت لها  مابال روحك أصبحت شاحبة  ؟ قالت أحببته فخدعنى أعطيته قلبه فخذلنى ، بعت كل شىء من أجله فباعنى أول شىء ، هزته الصدمات ووقع تحت وطأة المواقف لم يكن فارسًا ولا حتى نبيلًا خذلنى كالجميع ، إن صدمتى ليست فى أنه خذلنى بل إن صدمتى فى نفسى أكبر أننى خذلت  نفسى  ‘ إن خطأ صغير فى اختيار واحد لهو كفيل بأن يجعلك تفقد شغفك فى كل شىء ، لقد فقدت الصلة بكل من حولى ، وفقدت الرغبة فى الحياة ، إن أسوأ مكان فى الجحيم مرهون لمن يخذلون أحبابهم .
"  ليته قتلنى جسدَا ولم يسلبنى روحًا"  .
انسابت دموعها والتزمت الصمت .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق