إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 6 أغسطس 2019

رسائل نحو المجهول

لحظات  ما بعد  الكارثة 
لقد جرفنا التيار 
لم يكن هناك سوى العدم 
عدم فى عدم فى  عدم يسوده ظلام  
..........................................
السيدة راء غيابك مخيف ككثير من الأشياء ، إن غياب من نحبهم  حتى لو لم يحبوننا ولم  يدركوا  وجودنا هو مخيف إن حضورهم بمثابة صمام  أمان  ورؤيتهم رمز للطمأنينة ، يخبرنا أن  الأمور ستكون على مايرام أما فى غيابكم  فنحن لا ندرك ماذا نفعل   كل الأمور وقتها مبهمة 
وهذا يدفعنى إلى التفكير فى الأشياء المخيفة  وإعادة النظر فيها  على المستوى الشخصى   الأمر غامض ويمكن تقسيمة على حالات  أو ذكره على  مراحل فليس شيئا محددا وليس أمرا منقضيأ بل هو  متجدد بتجدد أسبابه فهناك كلمات  مخيفة  على سبيل المثال المستقبل   بنظرة الى الماضى كنت تستطيع  أن  تتوقع مستقبل اكثر تطورا وإشراقا أما الآن فإن توقع  رؤية لعشر سنوات  قادمة  لا ترى بديلا عن حروب مدمرة نهاية شاملة للحياة   لقد بلغنا غاية التطور وقمة الحياة  ولم يبقى سوى الإنتهاء والعودة إلى نقطة الصفر ، صوت سيارات الإسعاف  نذير شؤم ونذير رعب  إنها لحظة  قد تكون لحظتى الأخيرة  مثلها.   شخصيا أفضلها  مفاجئة سريعة  بأقل قدر من الألم  وهذا يدفعنا إلى هازم اللذات الأكبر  الموت  يكفى مجرد رؤية الكلمة ،  تذكر من فارقونا وهذا يدفعنا الى تخيل شكل الموت وماهيته لقد حار فيه الفلاسفة وصمت أمامه القياصرة  ولكن  جانبه  الإيجابى أننا سنلحق بمن   تركونا  احتمالية  أخرى قائمة  
السيدة راء إن من المخيف عدم  وجودك لأنه حتى كتابة هذه الكلمات  لا أعلم  إن  كنتِ حقيقة  قائمة  أم  مجرد  احتمالية ،  هل أنتِ  مطلقة أم نسبية ؟!!
أخاطبك فعلا أم مجرد أمراض نفسية  . بالعودة إلى صوت سيارة  الإسعاف وهو يذكرنا باللحظة الأخيرة التى  لا نعرف محتواها  ونتخيل  كيف تكون  هذا يدعو  إلى كثير من الخوف 
لا ضمانات  هذه حقيقة  مؤكدة تماما  أتذكر على سبيل المثال همنغواى وحكمته البليغة رائعة الشيخ  والبحر وأتذكر انتحاره   ظهرت  أقاويل أنه نتاج مرض نفسى  وقال البعض الآخر أنه صراع  وجود   وخاصة وهو ينتمى إلى  جيل  ضائع ما بعد الحرب العالمية الثانية  فكيف يستحيل النور فجأة إلى  ظلام ؟  وهل نمتلك  أى أشارة أو دليل أن الإنتصار  للنور إذا  ماكانت نهاية   كثيرمن أصحاب رؤية النور إلى  الظلام  ؟!
العظيم نيتشه   وهنا يجب أن نتوقف قليلًا   من يقول أنه قادر على فهم عقلية نيتشه فهو مخطىء  ومن يرى  أنه  سبب رئيسى للإلحاد فهو  جاهل   نيتشه ليس مجرد شخص أو  فيلسوف بل  هو   حالة فكرية قائمة واتجاه فكرى بارز  لقد جمع بين لغة الموسيقى  وسحر  اللغة  لقد كان للغة  سطوتها على  الجميع ولكن كان لنيتشه  سطوته على اللغة .
للعقل حدود لا  يجب تجاوزها حقيقة  أخرى  مؤكدة  ولكن نيتشه لم يقف عند ذلك بل تعدى المحظور ووقع فى  الممنوع ولم  لا ونحن  أبناء خطيئة  أولى ممنوعة  .
"أنا أفهمك  " آخر مانطق نيتشه  من كلمات يمكن فهمها موجهة لحصان  معذب وكان  الجنون إلى  نهاية الخوف الأول  الموت   إن أسوأ من الموت هو انتظار الموت  والأسوأ منهما الرغبة فى  الموت  إذا  كان  هذا حال حكيم ومفكر فيبقى لنا اليقين 
" لاضمانات  ، لاشروط مسبقة  " فى  اللحظات الأخيرة  والنهاية 
كثير من المفاهيم  المختلفة  "للموت "  حاول الكثير التوصل لها  كان أبرزها للمازنى  وأكثرها رعبا للمعرى  .
السيدة راء قد أكون غير موجود بالنسبة لكِ وغير مرئى  أمامك   وهذه احتمالية واردة من احتمالات كثيرة ربما نحن  فى عالم موازى  أو لعبة  الكترونية  فى  حضارة  متقدمة ومتطورة  والعلاقات التى  نمر بها والأشخاص الذين نقابلهم  هو تحديثات لتلك اللعبة  تصلنا من  مطوريها  أو ربما هى عوالم  كثيرة  متوازية  تجرى أحداثها  فى نفس الوقت وعلى  نفس الدرجة   أو ربما نحن فى  عالم  ماوراء الطبيعة .
وهذا يدفعنا  الى مفاهيم  الوجود ، العدم /- النعيم  ، العذاب /- الجنة ، النار 
لماذا العدم رؤية  ؟  ببساطة لا وجود لأى  حياة  على  كوكب آخر ولا يوجد كائنات  أخرى حية تتمتع بالعقل سوى الإنسان  والحيوان   إنها الجوهر بين الوجود والخرافة  
وفيها يقول الشاعر :
" أأترك لذة الصهباء عمدًا لما وعدوه من لبن  وخمر 
                                           حياة ثم موت  ثم بعث  حديث خرافة يا أم  عمرو 
فقبل ولادة أى إنسان  لا يتذكر سوى الظلام  فكذلك  بعد الموت لن يرى  سوى الظلام.
لماذا الوجود مبرَر ؟! ببساطة لا يمكن  أن تنتهى الأمور هكذا  يتساوى الظالم مع المظلوم   لا يمكن أن  ينتهى الأمر إلى  لا شىء للقاتل أو المقتول  إن لكل فيلم نهاية  ولكل رواية خاتمة  ، حقيقة أخرى مؤكدة لكل بداية نهاية  والعدم لا يسطر نهاية بل الوجود هو مايضمن ذلك ، إن الأحلام والكوابيس  هى لمحات ما قبل الولادة ولحظات مابعد الموت .
النعيم والعذاب ما بعد الموت وما قبل البعث  :تبعا للوجود والعدم  يأتى النعيم والعذاب  لطالما كان الأمر محيرًا فى  ماهيته  وكيف تكون طريقته   والإشكالية تقع إذا  ماكان  هناك شخص صالح على المقاييس المتعارف عليها ودفن بجوار شخص فاسد  على نفس المفاهيم فكيف يجرى النعيم  والعذاب فى نفس القبر أتذكر أنى قرأت  ولست على يقين أن العذاب يسرى على الروح كما يسرى على الجسد ويمكن فهم الامر بطريقة مبسطة  عندما ينام شخصان بجوار بعضهما أحدهما يرى الأحلام الجميلة  ويتمتع بها كأنها حقيقة  والآخر يغرق فى كوابيس سيئة كأنها واقعية  الأول سعيد تماما والثانى خائف جدا هكذا يجرى هذا الأمر .
الجنة ونعيمها  الإشكالية :
رائعة هى بكل تفاصيلها  جميله بكل ما تحمل من معانى  فيها ما تشتهى الأنفس وتلذ الأعين  ما لاعين  رأت ولا أذن سمعت  قد يكون ذلك أقرب إلى  الكمال ولكن هناك  ما غفل عنه الجميع أنها أبدية  لتتخيل قليلا أنك تعيش فى قصر مترف على  خدمتك الكثير وكل شىء متاح بطرف العين   هل هذا  غاية  ؟  هل هذا يرضى   طموح البشر أعتقد أن  البشر أرقى  من ذلك  نحن نبحث  عن المعنى  وهذا يرجع   بنا إلى الموت وأهميته  رغم قسوته  إلا أنه يحمل لنا الحرية  والجنة رغم جمالها   فهى تحمل لنا  قيود أبدية  
النار وجحيمها :
لم وما المبرر ؟ إن المسلم يعتقد أن المسيحى فى النار وهو  فقط الفرقة الناجية  والمسيحى يعتقد العكس واليهودى يراهما فى  النار وهو فى الجنة  وهكذا  فالجميع هالك فى نظر الجميع  سلسلة  لا متناهية من اللامعنى و لا تقود إلى أى  نتيجة ويبقى الحكم فيها للمجهول لما وراء الطبيعة  ولكن إذا  كان  ما يجمعنا الحب فلنتخيل الامر على  النحو التالى أسرة  مكونة  من عدد أشخاص بينهم شخص فاسد هل  يمكنك ان تتخيل له عقاب سرمدى   ونهاية مؤلمة  ؟  مهما كانت  درحة أفعاله اعتقد لا 
هل  تعاقب الأم تحت أى ظرف  ولأى سبب ؟ لا يحدث هذا  إننا أضعف من ذلك 
أن يكون  هناك أكثر من ثلثى البشرية على رأى  كل طائفة  فى  جحيم  سرمدى  لا ينتهى  يتنافى  مع عقل أو منطق  ولا يوجد له أى مبرر 
السيدة  راء أعلم  أنكِ غير موجودة وأنكِ لا تقرأين   تلك الرسائل ولكن  أحملك  مسؤولية  تلك الأفكار المخيفة والأراء  المنتمية إلى  الظلام  إن غيابك وعدم وجودك هو السبب فى  هذا الهذيان  المؤدى يقينًا  إلى  الجنون ؟ أصبح هذا القلب بكامل مافيه لونه أسود والسبب انتِ ؟! حقا ؟ هل يمكن  أن أفعل ذلك   هل يمكننى   تحميلك مسؤولية شىء لم تقومى باختياره ووضع  لم توافقى عليه!!   . مأساة  
السيدة راء قد نفتقد المعنى ولكن يبقى العدم  منطقًا  .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق