إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 5 أكتوبر 2020

الحقيقة والكذب مقال لأحمد رجب من كتاب نهارك سعيد

 


إن الإنسان يتوق إلى قول الأكاذيب كما يشتهى سماعها أيضًا ، بل إنه يسعى إلى شراء الأكاذيب بالفلوس ، فإن أكثر الناس شهرة هم الكتاب الذين يؤلفون قصصًا لم تحدث ، والممثلون الذين يمثلون شخصيات وهمية ، والمخرجون الذين يوفرون الحبكة والإتقان لكل كذبة .

ويبدو أن الكذب ضرورة فى حياة الإنسان ، فلو لجأ الإنسان إلى الصدق المطلق لأصبحت حياته شديدة التعقيد ، وامتلأت  أقسام الشرطة والمحاكم بالمتنازعين ، وحدثت أزمة شديدة فى سراير عنابر الكسور بالمستشفيات .

لنأخذ مثلًا بسيطًا  هذا رجل يقول لصديق حميم له : لا تتصور كم كانت زوجتى سعيدة عندما علمت أن زوجتك وأولادك سوف يكونون على مائدتنا فى الغداء يوم الجمعة 

ترى ماذا يحدث لو قال الرجل الحقيقة لصديقه الحميم وروى ما حدث بالفعل قائلًا :

" عندما اقترحت على زوجتى أن تتناول الغداء  معنا يوم الجمعة القادم لطمت وبكت ، لكننى صممت فاستسلمت أمام إصرارى على دعوتكم  ، إذ أنك لا تعلم أنها لاتطيق زوجتك ولا باروكات شعرها ولا فساتينها ذات الترتر فى عز النهار ، كما أن زوجتى تعتبر أولادك فى منتهى قلة الأدب ، خصوصًا الولد أشرف الذى سكب شوربة الطماطم على مفرش المائدة ، ولطخ الأوبيسون بالكريم شانتى ، هذا بالإضافة يا صاحبى إلى أنها ترى فيك إنسانًا غبيًا ثقيل الظل وتقول - كلما رأتك - أنها تزداد اقتناعًا أن الإنسان أصله حمار ".


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق