إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 24 أكتوبر 2020

فيروس كوورنا ومسدس صمويل كولت _ صيف كورونا الأول

 رسميًا انتهاء الصيف الأول لكورونا  عام 2020 

هذه تدوينات وقت سيادة  فيروس كورنا على العالم  وخاصة فى أوروبا الغربية 

- من ووهان الصينية  كانت البداية  الخانقة فى عام  لن نجزم أنه الأسوأ  لأنه حتى كتابة تلك السطور كان أداء فيروس كورونا مخيبًا للآمال ولم يكن على قدر التوقعات ، باستثناء قيامه بالتغيير الشامل  فى طريقة العمل وسير الإقتصاد وتبعاته لن تتخلص منها البشرية مهما حدث، لأنه درس مؤلم  جدًا  وقاسِ ولا أحد يعلم كيف تنتهى الازمة وربما كان عام 2020 الهدوء الذى يسبق العاصفة  خاصة وأن الشتاء قادم   .

-  بداية انتشار الفيروس مثل كابوس لا نهاية له هذه المرة الاولى التى نتعرض فيها لمثل هكذا موقف،  يبين ضعف الإنسان  وأنه لا شىء قادر على الوقوف أمامه ، إن فيروس كورونا فى رأيى يشبه مسدس صمويل كولت  لقد ساوى بين الجميع   فى حين لم يفعل أحد ذلك ، فلا فروقات واضحة  بين غنى أو فقير، الجميع وقف أمامه عاجزًا بلا استثناء .

- بداية  ظهور أول حالة  فى مصر  كانت فى يوم 2020/2/14 وهو  نفس توقيت مباراة الزمالك  والترجى فى كأس السوبر والتى  فاز بها الزمالك فى قلب الدوحة وهذا يؤكد الأسطورة السائدة كلما فاز الزمالك ببطولة  كبيرة  حدثت كارثة  ومع ظهور أول حالة  رسميًا ساد الهلع والخوف بلا مبرر  ونفذت الكمامات  واختفى الكحول من الصيدليات  ، عقليات  لن  تتغير مهما حدث، وإذا كنا قد  إفتقدنا الإنسانية  فى  أوقات الرخاء   فبالتأكيد لن نكتسبها فى أوقات الشدة  .

- الغموض :  ميزة الفيروس الأولى   وسر نجاحه حتى هذه  اللحظة ، وسره الأزلى  فى البقاء لا دلائل له ولا علاماات،  شخص يشفى بعد يومين من إصابته ،  وآخر يعانى أشهرًا معدودات ، شاب يموت بسببه ،وعجوز يتجاوزه ، وربما هذا هو ما يزيد من أهمية الفيروس ويكسبه قدسية رغم كل شىء هناك رسالة واضحة فى ظهوره بهذا المظهر الغامض ، فالدول  الإعلى  تصنيفًا فى مراكز  الرعاية الصحية تعانى ، والدول النامية  الفيروس  فيها يبدوا وديعًا   بلا أى تفسير أو مبرر ، 

الهلع : التعبير الأول فى لحظة إعلان ظهوره فى مصر وأتذكر أول حالة  دفن عاصرتها لمريض كورونا تمت تحت حراسة مشددة من الشرطة لقد امتنع بعض الأهالى فى بلاد أخرى عن دفن مريضة كورونا  وكأن الفيروس يحمل نفس خستهم ودناءتهم لا بل هو افضل من ذلك  ، عموما  الخوف والهلع  وعدم الإقتراب  من  كل ما يتعلق بالميت  كان هو اكثر شىء ملاحظ فى الفترة  الاولى  .

-  الحجر والعزل : مصطلحات كنا نسمع عنها ولم نعتقد اننا سنعاصرها ،  ولكن حدث ما كنا نخشاه  ، فلاول مرة  ندرك معنى العزل وفسوته ، ونرى الحجر وتبعاته  ، مستشفيات مخصصة بملابس مخصصة بشروط مخصصة  ، المساجد المغلقة ، والمستشفيات الممتلئة ، لقد كانت صورة  تقرير المصابين من وزارة الصحة باللون الأزرق والتصميم المميز للأرقام  رمزا للمعاناة وستظل ، فى أى فترة سترى مثلها ستسترجع كل تلك الأحداث والمعاناة ،  بالتأكيد لن نننسى أبدًا تلك الفترة المظلمة  من حياتنا 

- ملامح نهاية الحياة  : كما أن لكل شىء بداية  فحتمًا ستكون له نهاية  والإنسان  لم يصل ويتأكد  بعدمن سر وجوده  ومعنى بقائه وظهوره إلى الحياة  ،إلا وكان واضعًا نصب عينيه  معرفة كيفية نهاية الحياة  كيف ستكون الأجواء ، فى واحدة من اكثر الروايات الموحشة والكئيبة   رواية الطريق لماكارثى   جسد المأساة - نهاية العالم - كانت  الأجواء أشبه بهذا الطريق أتذكر الشوارع مظلمة  والجميع خائف  والطرقات خاوية والمحلات والمطاعم مغلقة ، والمقاهى مغلقة فى انتكاسة لم  أجد لها تفسيرًا حتى اللحظة ،فإغلاق المقاهى هو نذير شؤم  ولم نبدأ بتجاوز الأزمة نفسيًا إلا بعد إعادة الروح للمقاهى ومنها إلى الشعب  ، لقد كانت أجواء مثالية لنهاية العالم  وكانت الريح باردة .

- الحظر الكلى والجزئى  : أفضل الموت على  تطبيقى  حظر على الحياة الطبيعية  مهما كانت مبرراته، فهو يفقدك حق الإختيار وحق الحرية يمكننى أن أجلس شهورًا فى مكان لا أخرج منه بإرادتى،  ولا يمكن تحمل دقيقة واحدة أنت مجبر على عدم الخروج فيها ولا سبيل امامك سوى عدم مبارحة منزلك  ، لقد كانت فترة عصيبة  جدًا لا أتمنى تكرارها لأى سبب  ، واتمنى الموت قبل أن أعاصرها مرة أخرى .

- وفاة الأطباء فى مصر : الامور فى مصر كانت مرعبة فى البداية لحين الهدوء والسلام المؤقت ولكن كانت الظاهرة الأبرز وفاة الكثير من الأطباء  ، خط الدفاع الأول  ضد فيروس كورونا ، وهو ما يعود بنا إلى سمة الفيروس الأولى وهى الغموض  ، بالتأكيد حدثت وفيات كثيرة ومن فئات متعددة ، ولكن  أن تكون لكثير من الأطباء هو ما يزيد من غرابتها ،لكونهم من أهل العلم   والخبرة ، والأكثر دراية بالأمور  الصحية  والإجراءات الإحترازية  ، ظاهرة كان لا بد من تدوينها .

- شهر رمضان فقد بريقه  : أتى شهر رمضان فى  الفترة العصيبة الأولى  للفيروس واختفت معه  كل المظاهر المميزة من موائد الرحمن والتجمعات  والزيارات العائلية  وبالتالى أكملنا العيدين على نفس النسق من  الهدوء الحذر وبدون أية مظاهر سائدة سوى الخوف  والترقب .

- نحن فى إنتظار شتاء مرعب  : منذ بداية الازمة  والجميع يتوقع  صعود للذروة ثم هبوط  إلى أن تتدخل إرادة الله  أو يتم التوصل إلى لقاح   وفى حالة  عدم حدوث ذلكتوقع الجميع  الموجة الأشرس من الفيروس فكما حاول البشر السيطرة على مقاليد الأمور والتعامل مع هذا الفيروس بالتأكيد حاول هو الآخر البقاء على قيد الحياة والسيطرة  على أجساد البشر  وإذا استطاع تجاوز فترة الصيف والشمس الحارقة  فإن الشتاء التالى سيكون هو البيئة المناسبة للإنقضاض والتكشير عن انيابه .

- إيطاليا والتجربة المريرة  : تحظى إيطاليا بتقدير كبير للكثير وأنا منهم ،ربما بسبب الرياضة وكرة القدم  ، وربما لاستقبالها عدد لا بأس به من المصريين على أراضيها ولكن تجربة إيطاليا كانت هى الأسوأ  كل يوم اسوأ من سابقه ، خرجت الأمور عن السيطرة  وامتلأت المستشفيات  ، كنا نريد لمعاناتها أن تنتهى  ليزيد الإحساس بوجود أى بارقة أمل ،  ولكن ذلك لم يحدث ولم يتم تجاوز الأمر  .

عام 2020  فى الميزان : هل هو العام الأسوأ فيما عاصرنا ؟ هل هو  أسوأ من عام 2003  واحتلال العراق  ؟؟  لا يمكن تصنيف ذلك ولا تحديد أى من تبعاته لأنه حتى اللحظة لم ينتهى ، ولم نرى كيف هى الأعوام القابلة  ، ولكن بالتأكيد هو عام لن يمحى من تاريخ البشرية  مهما حدث ، وحمل تغييرات  على كل المستويات  لن نتخلص من آثارها ، لقد كان  عامًا مخيفًا ، بتقلبات عاصفة  ،  وأحداث غامضة  ، ووقائع لا تفسير لها  ، بكل تأكيد سيكون عامًا إلى النسيان  .

- كل ما سبق ذكره هو مجرد تدوينات  شخصية وذكريات  أيَضا شخصية ، ربما يختلف فيها الكثير ، ويتفق معى أكثر ، وفى النهاية هى مجرد انطباعات أتركها لمن يقرأها من بعدى، ولنتذكر فى أوقات الرخاء القادمة كيف كانت أوقات الشدة لكى نعرف قيمتها ونستمتع بلحظاتها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق