شاب نحيل نحيف الجسد لم أعرفه ولم أره قبل ذلك ولم أره أساسًا ، دقيق الملامح ، بسيط الملابس ، متفوق دراسيًا ، خجول اجتماعيًا ، موصوم بالفقر ، يخاف من اسم اشتهر به لا ذنب له فيه .
أما فى الثانية ففى مجتمع الريف الذى يدعون فيه أنه بسيط ، ويقولون عنه أن الناس على طبيعتها ، وأن البشر أخلاقهم عالية وهذا يخالف الواقع ، لا ينفك الناس هناك عن التوقف عن النعرات وذكر الثغرات والنبش فى الماضى الدفين والتفتيش على المساوىء القديمة ، إنك لا تهتم أن تبدوأ الأفضل ولكنك تهتم إلا يكون هناك من هو أفضل منك ، على الأقل فى نفس المستوى ، إنهم لا ينسون لأحد الماضى عندما يتفوق ، ولا يتركونه فى حاله عندما يثبت جدارته ، فتظهر الحقيقة كاملة من حقد ونفاق وحقارة لا يتسم بها أى حيوان سوى الإنسان ، كيف لهذا الفقير ابن الفقير أن يتفوق ، كيف له أن يصبح الأفضل لنعيد عليه مرارا شهرته التى يكرهها ، ونذكر مساوىء أجداده التى هو برىء منها ، أما فى الأولى فالله وصم الفقراء وميزهم عن غيرهم حتى يكونوا ظاهرين للجميع وواضحين للعيان ، فانت يمكنك أو غيرك أن يختلط فى كثير من الأغنياء أو لا يستطيع أن يميزهم بداية أو لا يعرفهم بداهة هذا وارد ، أما الفقير فهو موصوم بعلامة ظاهرة لا يخطئه غنى ولا يلتبس أمره حتى على فقير مثله
كان فقيرًا لدرجة العوز ومحتاجًا لكل ما يمكن تقديمه ، لا يأكل سوى وجبتان ، وتدور معه الملابس دورتها اللانهائية حتى تشتكى ، والأحذية حتى تنتهى ، لو كان لهم أن ينطقوا لقالوا مافيه أبلغ الكلام ، لقد انتهينا من قديم الأزل ، وبلينا من فترة كبيرة من الزمن ، لقد مللنا صحبتك ، وكرهنا رفقتك .
لنوضح الأمر على الطريقة التالية
رب الأسرة يمتلك الكثير من الأموال ولن يعطيك منها أى شىء حتى ما هو ضرورى حتى يمكنك أن تعتمد على نفسك وتبدأ حياتك ، فى وقت أنت تنتحت فيه الصخر بلا فائدة، وتعانى أشد المعاناة ، وتُنتهَك من الداخل ومن الخارج ، حتى يأتى رب الأسرة بعد أن انتهت طاقتك وفقدت عزيمتك ، وتأثرت من انتهاكك المتواصل سأعطيك من الضروريات حتى تكمل ، هل يصبح لما يقدمه أية فائدة ؟!!! قليلًا من الإنصاف
سيقولون ها أنت تطلب ثأرًا يطول فخذ الآن ما تستطيع .
لا تعليق ايها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق