إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 26 أغسطس 2020

السيدة راء رأيت دفتر تدوين يشبهكِ

السيدة راء فى  أحد أحلامى وفيما يراه النائم دخلت أحد الأماكن وكان  مخصصًا  لبيع الدفاتر والكتب والأقلام ومستلزماتها ،رائحة المكان كانت جميلة  وساحرة مثلكِ،  هل هذا حلم أم حقيقة ؟ لم أحاول أن أتأكد ،  أخذت أتجول فى المكان ويبدو أنه مكان سحرى ولكن واقعى كل مافيه واقعى ولكن ملىء بالسحر وينطق بالجمال ،  لماذا دائما من يحاول أن يصف لنا الجنة يقول أنها مليئة بالأشجار الخضراء وتجري من تحتها الأنهار  تطلب الطعام فتجده فى متناول يدك ، لماذا لم يتخيلها أحد كمكتبة مليئة بالكتب والروايات  والأقلام المعدة للكتابة  والدفاتر المخصصة للتدوين وأدوات الرسم  لماذا لم نتخيلها مزيج من القراءة والرسم  وكل كتاب أنظر إليه  أستخلص كل معلوماته  ألم يكن التركيز على مايخص الروح  والذهن أفضل من الشهوة والجسد .

بداية هل أخبرتكم عن السيدة راء ؟!!!

 هل رأيتم جمال صغار الحبوانات  وبراءتها ؟ هى  أكثر جمالًا وبراءة 

هل فتنتم بسحر قطة وجمال عيونها ؟ هى أشد فتنة وأكثر سِحرًا 

صوتها ينساب كالموسيقى وتنطلق الكلمات  كألحان هادئة  تتمنى لو تنام يومًا وهى تقرأ لك  قصة أو تتلو عليك قصيدة أو تحدثك عن رواية  

أفكارها  كأفكار الأطفال  تتحدث بهدوء ، وديعة فى كلامها وحضورها ،  تعتقد انك تعرفها حتى لو كنت لا تعرفها ، ستقول هذا وجه مألوف  لا تملك معه سوى الدهشة .

.....................................................................

لا أعلم هل هذا من الواقع أم من صميم الأحلام  اختلط على الأمر والتبست على كل الهيئات والأشكال تابعت التجوال فى المكان   أجزم أننى تجولت فيه كثيرًا بلا توقف كنت فى قمة انبهارى ودهشتى ، الجنة حتمًا ستكون هكذا مليئة بالكتب والأقلام .

كانت الرائحة نفاذة خلابة لماذا ظن الجميع  أن جان باتيست غرنوى  فى رواية العطر كان قاتلًا ولم يدرك أحد أنه كان باحثًا عن ماهية الجمال وسحر الرائحة  ، المكان ملىء بالأقلام  منظرها بديع ورؤيتها مدهشة  ، حتى لفت نظرى هذا الدفتر المخصص للكتابة   ، لقد كان يشبهك رائحته جميلة وتصميمه أنيق ، إنه ينتمى إليكِ  والبشر لا يتشبهون  بالبشر فقط  بل من  من المتعارف عليه أن يتشبهوا بأشياءً غير البشر كالورود مثلُا أو كالمدن سواء المدن الحزينة منها أو السعيدة 

هل أخبرتكم سابقًا أن السيدة راء تشبه بيروت ؟

ها الدفتر كان يشبها أخذت أتطلع إليه  وأمتع ناظرى برؤيته  ، غلاف قمة الأناقة وورقات بديعة هى ليست مجرد ورقات أو صفحات بل هى صفحات من الحياة  وورقات لإثبات وجودك وتحقيق ذاتك  .هذا دفتر يخص السيدة راء 

عندما تحب شخصًا ما يصبح هو محور الكون ومقياس الجمال ، يظهر فى الأشجار وابتسامته تكون ساطعة فى السماء ، ووجهه ينير القمر  ،وسحره يضىء الليالى المظلمة ، تسمع أحاديثه فى العقل الباطن وتتخيل كلماته  فى لحظات صمتك ،ولا تفارقك ملامحه حتى فى أحلامك .تحب كل مايحبه وتنصت لكل ما يقوله  ، تصلى باتجاه قبلته ، وتكون وجهتك حيث تشير بوصلته  .

إن الحب ليس مجرد الإلتقاء بل هو التلاشى  ، لا مكان فيه للجسد وغرائزه بل يكون الامر كله للروح وسحرها  ، تتلاشى روحك وتختفى ذاتك فى روح وذات من تحب ، جسد واحد وروحًا واحدة ، إحساس واحد بقلب واحد ، تحتفى كل الأحاسيس البشرية  ، ينتهى الخوف ويسود الامان  ،  تعم الطمأنينة ويحل السلام  .

السيدة راء رأيت دفتر يشبهك ، وعندما ألتقيك حتى لو فى حياة أخرى  سأهديكِ كل مايشبهك وسأحتفظ بكل ما ينتمى إليكِ.


هناك تعليقان (2):