إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 5 أغسطس 2020

بيروت تنزف وأنا أتألم

يوم نزفت فيه بيروت وعمها الخراب انفجار مهول ودمار بلا حدود  واحدة من بلاد لم أقم بزيارتها ولكن أحبها وأحب شعبها .
يوم أدمت فيه السيدة راء قلبى  لقد ظهرت متألقة فى حشد من أصدقائها وهى  واحدة من شخصيات أحبها  قمت بصناعتها .
أحببت بيروت وزاد تعلقى بها  من رواية بيروت بيروت صنع الله ابراهيم  لقد جسد مآساتها بكل دقة إننى دائما ما أتخيل المدن والأماكن على هيئة أشخاص  فأمريكا كفتاة شريفة عاهرة،  ومصر كسيدة حزينة  صامدة ، ولبنان كفتاة رومانسية حالمة .
أحببت راء وتعلقت بها  عندما تخيلتها فى رداء أحمر قلت لنقسى إذا لم تهبنى الحياة ما أريد فلأتخيله أنا  لأصنع لها عالم  فقط فى عقلى وأتعايش معها فى جزء من ذاكرتى  إننى دائما ما أتخيل الأشخاص على هيئة أماكن كنت أتخيل  السيدة راء كـــ لبنان 
هذه ليست فقط الأخبار الحزينة لهذا اليوم فهناك المزيد لن أذكره  لان هناك الكثير من الأشياء لا تقدر على الإفصاح عنها ولا يمكنك التخلص منها 
.......................................................
السيدة راء فصل الخطاب 
لن يحبك أحد مثلى ولن يكتب عنك أحد مثل ما كتبت ، يوجد الكثير من العيون التى ستراكِ ولكن لن يوجد فيها مثل عيونى  ، سيجسدك أى فنان ولكن لن تكون مثل لوحتى .
ستفقدين بريقك حتى ولو كان ظاهرا ، سينتهى مدارك  وإن كان سائرا ، سينطفىء نجمك وإن كان مضيئا   ، لن تشرق شمسك وان كانت  مشرقة 
..........................................
السيدة راء قل هل أنبئك بالأخسرين أعمالا ؟ لا لن يحدث .
..................................................
السيدة راء إن دلالة ضعفنا وبرهان إنسانيتنا أننا فى لحظات الحزن والألم نتمنى لو أن الجميع يشعر بنا  لو يتوقف العالم تضامنا معنا  لا لرغبة منا أن يكونوا مثلنا بل بسبب عدم قدرتنا على تحمل الألم ولإيماننا الكامل  وقتها ان الحياة انتهت هنا والزمن توقف فى تلك اللحظات التعيسة ، لحظات أتمنى ان لا يعيشها أحد .
..........................................................
السيدة راء هذا فراق بينى وبينك.
ليس أسوأ من أن تخذلك كلماتك ، أن تتمرد عليك شخصيات رواياتك ، أن ترفض الدور الذى رسمته لها ، وتتخطى الحدود التى وضعتها من اجلها ، لتكون أنت أول ضحاياها 
أتخيلكِ تقومين بقتلى وأنتِ مبتسمة ، أتحول إلى رواية تحرقينها ، أتلاشى إلى طائر تقومين بنفيه ، حزن لا يوصف .
أتمنى لو كانت لى شجاعة لأقوم بتعديلك  أو كانت لى موهبة لمحوك من ذاكرتى 
لو أطاعتنى كلماتى  لأقول لك كم أنا حزين منكسر، ولكن هل ألومك ؟ بالتأكيد لا .
ربما ما هون من حدة الأمور هو كون كل الأخبار سيئة وتبعاتها هو الحزن العميق وأن ذلك هو ماكان  سائدا فى الفترة الأخيرة  فالحياة لها طابع غريب يأتيك الخبر الجيد فتتحول كل الأخبار إلى جيدة وتتوالى ، أو تأتيك  الحوادث سيئة فتسوء كل الامور وتتواصل .
إن حريتى تكمن فى أن أتحرر منكِ ، وخلاصى مرتبط بعدم كتابتى عنكِ  فالحرية هى أسمى وأهم حق إنسانى ورغم ذلك لم يفهمه الكثير  إنك تنال حريتك عندما تصبح مجردًا ليس لديك ما تخشاه ولا شىء عندك  لتخسره  ولا أحد تعرفه تخشى  حزنه 
إننى بهذه الكلمات الأخيرة عنكِ أتحرر منك  وأتخلص من ثقل جسدى وأشعر بخفة روحى  .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق