إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 7 فبراير 2016

مقتطفات من رواية كل شىء هادىء فى الميدان الغربى اريك ريمارك 1


حدق إلينا ناظر مدرستنا من خلف نظارته  قائلا فى صوت مؤثر :
- هلا تطوعتم فى الجيش أيها الرفاق ؟
وكان بيننا زميل تردد ولم يحب الإنضمام إلى الجيش  هو جوزيف وهو مخلوق وديع ومسالم  ولكنه امتثل أخيرًا حتى لا يرمى بالجبن وينبذ من المجتمع ، وربما كان كثيرون منا يشاركونه رغبته وإحساسه ، بيد أن أحدا منا لم يكن يقوى على احتمال النتائج  فقد كانت كلمة " جبان " فى ذلك الوقت متحفزة على كل لسان  حتى لسان الآباء والأمهات ، ولم يكن يخطر ببال إنسان شىء  عن حقيقة العالم الذى نساق إليه 
وكان العقلاء وحدهم هم الفقراء والسذج  فقد كانوا يعلمون أن الحرب بلاء ونكبة ، فى حين أن الأغنياء الذين يجب أن يكونوا أكثر ادراكا للحقائق  قد  استخفاهم الطرب وأعماهم الفرح ، وقد علل زميلى هذه الظاهرة  بأنها نتيجة التربية التى جعلت هؤلاء متبلدين جامدى الإدراك .
ومن الغريب أن جوزيف كان أول الصرعى فى الميدان  فقد أصيب أثناء الهجوم فى عينيه  وتركناه خلفنا يموت دون أن نتمكن من حمله معنا إذ تقهقرنا فى غير انتظام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق