لقد اكتشفت منذ زمن بعيد أن الشيوعيين أجبن خلق الله
....................................................
من إصدارات الجمل وإعداد وليد خالد أحمد حسن
كتاب كنت شيوعيًا لبدر شاكرالسياب .
................................................................
الكتاب على أربعين حلقة وهو أشبه بسيرة ذاتية للشاعر العراقى حول اعتناقه أفكار الشيوعية و الإنتماء إليها قبل التخلص من تلك الأفكار والرجوع عنها، حلقات تم نشرها من الكاتب فى جريدة الحرية .
......................................................................................
تأثر كثير من مثقفى العرب بالشيوعية وأفكارها فى فترة تزامنت مع تصاعد وتيرة الإشتراكية والدعوة إلى القومية العربية ، فى وقت حدث فيه التقارب مع الإتحاد السوفيتى على حساب المعسكر الامريكى وظهر جلياً الصراع العربى الإسرائيلى .
فكرة الشيوعية تبدوا فى رؤيتها الاولية مثالية ونزيهة وتنال إعجاب الكثيرين قبل أن تظهر على حقيقتها وتتضح أنها من أسوا الأفكار التى من الممكن إعتناقها إن لم تكن هى فعلًا الأسوأ على الإطلاق
..................................................................
ثلاثة أسباب ربما تلخص موقف السياب فى عدوله عن الشيوعية :
1- دافع أخلاقى بحت : فمادية الشيوعية ونظرتها المشاع لكل شىء جعلها فارغة المحتوى وهذ مامثل لشاعر مثل السياب يعتمد على الحس والمشاعر تناقض فكرى رهيب
2- سبب قومى واضح : وهو الكره الشديد من جانب الشيوعية لكل ماهو عربى وإن كان جيدًا والتملق إلى كل ماهو روسى وإن كان سيئًا واحتضانها للصهيونية
3- مجزرة كركوك التى قام بها منتسبى الشيوعية فى العراق .
...................................................................
مالفت نظرى اكثر فى الكتاب نقطتين رئيسيتين :
1- تحليله الرائع والمبهر لرائعة اورويل 1984
2- رغم كل الأفكار التى من الممكن أن تختلف معها أو لا تقبلها لكن دور طلاب جامعات الدول العربية فى تلك الفترة شىء يدعو إلى الإعجاب فوجود رأى لهم هو شىء مميز ، فقد تجد الطالب يتلو قصيدة ثورة ، وطالبة تخطب خطبة عصماء فى زميلاتها ، حراك فكرى ونشاط عقلى نفتقده فى تلك الأيام التى يسود فيها الخمول الفكرى والفراغ العقلى وتختفى فيها جميع انواع النشاطات الطلابية.
...................................................................................
كتاب رائع لشاعر مميز وفيهِ كثير من تاريخ العراق المميز فى فترة ربما نريد أن ننظر إليها علها تفيدنا فى الحاضر
وفى النهاية أنقل عن الكاتب :
" الشيوعية والشعر ضدان لا يمكن أن يجتمعا بأية حال من الأحوال ".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق