لم نستطع أن نخبر كمريخ أن ساقه قد بترت ، وكان كمريخ يبدوا متقلص السحنة ممتقع اللون على وجهه تلك الدلائل التى رأيناها فى وجوه كثيرين قبله فلم تكن الحياة تجيش تحت جلده بل كان الموت يتسلل فى هيكله ويبدو فى عينيه
عاد بى الفكر الى وقت سفرنا معا الى الميدان فقد ودعته امه الطيبة القلب الى المحطة كانت تبكى بكاءا مستمرا حتى تورم وجهها وارتبك كمريخ من حالتها فقد كانت أقل الموجودين تمالكا لعواطفها ولما رأتنى تناولت ذراعى وجعلت تتوسل إلى ان ارعاه فى الميدان والواقع انه كان له وجه طفل وكانت عظامه هشة حتى دميت أقدامه بعد شهر من حمل عتاد الجندى
لكن كيف يتاح لأى إنسان أن يرعى أحدًا فى الميدان ؟!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق