إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 5 فبراير 2016

مما قرأت سيمون دى بوفوار الجنس الآخر



علينا ان نتساءل ماهى المرأه؟

ان الرجل يعتبر جسمه كما لو كان كائنا مستقلا يتصل مع العالم اتصالا حرا خاضعا لارادته هو .. بينما يعتبر جسم المرأه شيئا حافلا بالقيود التى تعرقل حركة صاحبته .
ألم يقل افلاطون * الانثى هى انثى بسبب نقص فى الصفات !
ان الإنسانية فى عرف الرجل شئ مذكر فهو يعتبر نفسه يمثل الجنس الإنسانى الحقيقى .. اما المرأه فهى فى عرفه تمثل الجنس الاخر 

والسؤال الذى يفرض نفسه هنا هو :
كيف تمكن احد الجنسين فقط من فرض نفسه كجوهر وحيد ، متكرا وجود كل نسبية تربطه بالجنس الآخر ، معرفا اياه بانه الآخر الصرف. ومن أين أتى للمرأه هذا الرضوخ ؟
هناك حالات آخرى ترينا تمكن فئة من التحكم بفئة اخرى خلال فترة من الزمن. كان هذا الامتياز ناجما فى الغالب عن تمايز العدد فتفرض الاكثريه قانونها على الاقلية وتضطهدها .

الا ان النساء لسن اقلية ، فضلا عن ان هذا التسلط له بداية تاريخية معروفة . فمثلا لم يكن هناك بروليتاريا مضطهده على حين كان هناك دائما نساء. انهن نساء بتكوينهن الفيزيولوجى.

ومهما اوغلنا فى التاريخ القديم نرى النساء ملحقات بالرجال . هذه التبعية ليست نتيجة حادث تاريخى وليست بالأمر الطارئ ؛ مما يجعل من المرأه الجنس الآخر بصورة مطلقة.

ان نضال المرأة لم يكن قط الا نضالا رمزيا. ولم تفز الا بما اراد الرجل التنازل عنه . لم تأخذ شيئا ابدا بل تسلمت ما اعطى إليها.

لا تستطيع المرأه حتى فى الحلم ازالة الذكور . فالعلاقة التى تربطها بمضطهديها لا مثيل لها . ذلك ان انقسام الجنس هو فى الواقع شئ عضوى محسوس وليس مرحلة فى تاريخ
البشر . ان ما يميز المرأة بصورة اساسية هو كونها الجنس الآخر ضمن وحدة ذات حدين متلازمين.

قد يخيل الينا ان هذه العلاقة المتبادلة قد ساعدت على تحرير المرأه، والحقيقة ان الحاجة البيولوجية التى تجعل الذكر مقيدا بالانثى لم تحرر المرأه اجتماعيا. واذا كان الحاح الحاجة
متساويا عند الطرفين فانه يتدخل دائما فى صالح المضطهدين ضد المضطهدين.
الى جانب ميل المرء الى تأكيد نفسه كشخص ، هناك ميل الى الهروب من حريته وتحويل نفسه الى غرض او الى متاع . ان هذه الطريقة ، طريقة وخيمه ، لان المرء السلبى العائش
فى الضياع يصبح فريسة لارادة الآخرين، عاجزا عن اغناء ذاته ، مخروما من كل القيم . لكنها طريقة سهلة لأنها تجنب المرء الحيرة والمسؤولية . لذلك يلقى الرجل الذى يجعل من المرأة
الجنس الآخر استعدادا عميقا من جانبها يساعده فى مهمته .
هكذا لا تطلب المرأة لنفسها صفة الشخص الذى يؤكد ذاته ، لأنها محرومة من الوسائل الملموسة؛ ولأنها تحس بالعلاقة الضرورية التى تربطها بالرجل دون ان تعتبرها علاقة متبادلة ؛
ولانها تقنع غالبا بدورها (( كجنس آخر )) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق