إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 3 يوليو 2019

السيدة راء رسائل مازالت مجهولة

لحظات مابعد الكارثة 
لقد جرفنى التيار
لم يكن هناك سوى العدم 
عدم فى عدم فى عدم .
......................................
السيدة راء 
 كنت أبكى بلا سبب وقررت أن أكتب  وقد كنت قبلها مترددًا عن أى كتابة عنكِ أو لكِ  أو بسببك  ولكن على ذكر  ما جرى كان هذا لزوم ما يلزم :
عندما تم توزيع الأرزاق تم  نسيانى  عندما تفرقت الحظوظ لم أجد حظى -  ليست هذه الحالة بسبب هواجس وانما  هى وقائع تكررت وتتكرر إلى ما لا نهاية - سأقول بكل ثقة لقد شعرت بمدى ضعفى وأدركت كامل الاحساس ان تكون غير مرئى 
 مهمش فى كل جوانب الحياة بشكل غريب لقد أصبحت أكثر نقمة أكثر عدوانية  وأكثر رفضًا وأكثر عزلة ثم أخذت أبكى  سوف أكتب حتى أموت من الحزن أو اكون من الهالكين  أو تواتينى شجاعة الإنتحار  بئسا للجميع وللسخافة المسماة بالسعادة فلم اعرف لها وجود  من  اللحظة وللأبد سوف أنكرها  سوف أترك كل فرصة سانحة  للسواد الأعظم فى داخلى حتى تستبد بى ،  سوف أتقوقع أكثر وأكثر حتى أنقضى .
 لقد أصبحت فى حالة عدائية  وسط تقلبات مزاجية  سهام مصوبة الى قلبى  ظروف كلها تخبرنى انها ستكون ضدى دموع تجرى كامطار  وخوف ياتى كالعواصف  ريح باردة وهواء  قارص  لقد أفسدنى ما رأيته وساءنى ما قرأته نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس "العمى ، الجهل "  لو أننى لم انظر إلى  تلك المراجعة ولم ارى هذا التعليق!  ما أسوأها من معاناة ان تعيش فى قوقعة خارج نطاق الزمن ان تبنى هواجس من صراعات نفسية  ومن وحى خيالك ، ان تبنى  خوفك وفشلك على حياة آخرين  انه الخوف القادم تحتمى منه بلا نتيجة تذكر 
فى كتاب لسلامة موسى يصف فيه الحرية فى فرنسا يقول كانت جنازة احد السادة وخلفه من يحمل لا فتة " لا رب ، لا سيد "  فقلت سأكتب فى جنازتى " لا خوف بعد اليوم "   وسأكتب على قبرى ما قاله فيلسوف العدم المعرى " هذا ما جناه على أبى ولم أجنه على أحد " لقد بكيت مرارا وتكرارا من كونى " فاى " مستر " لا أحد " هامش على سطر وعاهدت تفسى ان التزم الجانب الايسر وأخذت أشتكى إلى أمى 
" سعدية لقد تلاشيت وانتهيت إلى لا شىء لا يوجد لدى سوى فراغ  يتبعه فراغ لقد أصبحت على هيئة غريبة وصورة مخيفة  وأحسست بمدى صغرى وضعفى وضآلة وجودى  ليس أسوأ من شىء فى الحياة سوى وجود من يذكرك دائما بضعفك ،من يتباهى أمامك ولكن الأسوأ على الإطلاق أن يكون ذلك واضحًا  لدرجة أنك أنت تعرف ذلك وتدركه  إنك لا تملك وقتها سوى البكاء والإنزواء  ثم النحيب فى صمت  يهاجمك الخوف  والريح  الباردة ، وأتذكر فرجينيا وولف والأصوات التى كانت  تسمعها - لقد أصبحت على خطى بن نبى انتحار وقابلية للانتحار - لقد أصبحت أدرك معاناة فرجينيا واتفهم خوفها وأحسدها على شجاعتها  وأبكى ذكراها  فى لحظات ما بعد الكارثة  التى تأتينى و فى  لحظات الكتابة  من عدم .
................................................
 لا أريد لهذا الخطاب أن تقرأه راء 
 الأربعاء 2019/2/6

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق