إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 8 يوليو 2019

رسائل مجهولة من عدم

لحظات  ما قبل الكارثة  
حتى لا يجرفنا  التيار 
فى البدء كان الله ولا شىء قبله 
هو الأول والآخر والظاهر والباطن 
.........................................
لمذا  نكتب ؟ سؤال محير ولكن لنقل أولًا لمذا نقرأ ؟ لا خلاف  أن القراءة ليست  موهبة ولا هى ميزة بل من المفترض انها اجراء روتينى وواجب يومى  للجميع   إلا أن مايميز القارىء المتمكن  هو قدرته على العيش داخل أحداث الراوية  وإقامة علاقات وثيقة  مع  ابطالها وشخصياتها إننا مجموع ما نقرأ وصداقاتنا الحقيقية تكون مع شخصيات الروايات الخيالية  
 ف القارىء المتمكن عندما يقرأ عن   مكان  معين تلقائيا  سيكون  قد رسم ووضع وصف دقيق للمكان  فى مخيلته  وربما قام برسمه فعًلا وربما كان  من ضمن  أحلامه  الحقيقية فكل قارىء متمكن يحمل فى  داخله  مخرج سينمائى   مبدع  ومصمم أبنية   محترف ، والقارىء أيضُا منعزل حتى لو كان  مع الجميع  ومنطوى حتى لو مع العائلة ينظر للامور كلها بشكل مختلف مهما بدت تافهة  ويرى  الحقائق من منظور آخر مهما كانت غامضة  له مشاعر وأحاسيس دقيقة  فقد يبكى لسبب لا يعرفه  أو لأن أحداث الرواية  لم تجر كما  خطط لها  أو  أن  أحد شخصيات الرواية ممن يحبهم فى  مأزق 
فالأولى ليس أن يصنف القارىء كشخص مميز وذو موهبة بل كمريض نفسى  يحتاج إلى علاج  وتدخل فورى ، إن  كل قارىء متمكن يضع رؤية كاملة  للعالم  حسب مايراه   وله رؤية شاملة   عن وضع الإنسانية مشكلاتها وعلاجها إنه يدرك  تمامًا كيف بدأ الخلق وبالتأكيد يعرف على  وجه اليقين كيف سينتهى  .
لطالما تسائلت لماذا  كان الشعراء يتيعهم الغاوون ؟  إنه سحر الكلمات  وسطوة اللغة  
إنه محض سحر خالص  اللغة  وتعابيرها ، الكلمة وقوتها ، الشعر وسحره  
" ما نحن سوى مجموعة من كلمات  " 
وهنا نأتى لماذا  نكتب ؟ إذا  كنت مريض نفسى  فلن  تجد أحد يصدقك وإذا  كنت محب للعزلة  والإكتئاب فلن تجد من يسمع لك أو يصغى إليك  ، إنك تكتب لأنه يجب أن تكتب 
حتى تتخلص من الهموم وتزيح عن كاهلك ما يتعبه ، فى سلسلة هارى بوتر الخيالية كان لديهم تلك الميزة هى التخلص من اى ذكرى والاحتفاظ بها ورؤيتها فى أى وقت ، إن الخاصية المتوفرة لدينا هى الكتابة  يقول راى برادبورى فى الفهرنهايت  " لا تواجه مشكلة بل احرقها " وأنا أقول " لا تهرب من مشكلة بل اكتب عنها " إن الأمر  مخيف حين تكتمه فى نفسه والحزن  أصعب حين  يسيطر على قلبك  إن كل ما تكتب عنه  تتخلص منه  وتنتقل من النور إلى الظلام إننا  نكتب لنواجه   ولنتجاوز 
وتبقى ميزة الكتابة الأهم إنها معيار حقيقى لشخصيتك  بكل تفاصيلها هل تريد أن تعرف الفارق ؟ انظر لما كتبته قبل سنة ستعرف  كم كبرت من العمر  رغم عدم مرور الكثير  من الوقت ستدرك كيف تغيرت شخصيتك رغم قلة المواقف  ، ارجع إلى  ما كتبت قبل سنوات قليلة  ستعرف متى كنت تحارب  طواحين الهواء ستكتشف  كم من  حواجز صنعت   ستتفاجأ  كم من  أسوار  بنيت ، كم المعارك الخيالية  والحروب الوهمية التى خضتها  كم  أضعت من وقت.
   ليس الموت هو من يهزمنا  إنه الوقت  فأنت حين تبدأ  تسير بكل ثقة إلى النهاية   لا تكتسب من وقت إضافى بل  من أول لحظة ينتقص منك  الوقت بلا أى  لحظة توقف حين تكتب ستعرف كم وقت قليل  كنت فيه  على قيد الحياة   وكم  من سنوات كثيرة   أضعت فى قضايا خاسرة ، محض جنون مطلق  لا يمكنك المقاومة ولا الاستمرار  إنه أشبه بعرض  مستمر بدون انقطاع 
لو كان لى فى الحياة من أمنية  إتمنى أن أرجع بعقل خام ، على وضع الإستعداد  ، بدون أى قراءات أو اراء مؤثرة  ، أنت أشبه  بمن يسبح فى بحر  لا يرى الشاطىء الآخر   وغير قادر على الوصول إليه  وهو النهاية  ولا يستطيع الرجوع إلى  الشاطىء  الأول  الذى كانت منه البداية وتبقى الحقيقة " ما أعقل المجانين "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق