إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 30 ديسمبر 2014

عالم نجيب محفوظ - حضرة المحترم -

- إنى اشتعل ياربي
النار ترعى روحه من  جذورها  حتى هامتها المحلقة فى الأحلام 
وقد تراءت له الدنيا  من خلال نظرة ملهمة واحدة ، كمجموعة من نور باهر ،فاحتواها بقلبه وشد عليه بجنون 
كان دائما يحلم ويرغب ويريد  ولكنه فى هذه المرة اشتعل 
وعلى ضوء النار المقدسة لمح  معنى الحياة  
أما على الأرض فقد تقرر الحاقه بالمحفوظات  لم يهمه كيف يبدأ 
فالحياة بدأت من خلية واحدة  بل من  دون ذلك وهبط الى مقره الجديد  وجناحه يرفرفان   يشق طريقه الى  بدروم الوزارة  
طالعته قتامة  ورائحة أوراق قديمة   ورأى سطح الارض  فى الخارج  عند مستوى راسه من  خلال نافذة مصفحة 
وامتد البهو أمامه    تتلاصق على جانبيه  دواليب شنن  ، وصف طويل   نها  يشقه شقا طولياً  على حين استقرت   مكاتب الموظفين   فى ثغرات بين الدواليب 
ومضى وراءه موظف الى  مكتب  يستعرض تجويفاً  كالمحراب فى الصدر جلس  اليه رئيس المحفوظات  
لم يكن  أفاق من نفثة السحر المقدسة .

نجيب محفوظ
حضرة المحترم 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق