إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 24 نوفمبر 2020

الكتب القديمة والذكريات

 للكتب القديمة عشق خاص ورائحة مميزة ، وهواية تجميعها هوس لا يدركه الجميع البداية بالمشى على الرصيف تاتى الكتب عشوائية وغير منظمة مما يجعل من العثور على رواية قديمة أو طبعة قديمة مفاجأة  مدهشة  ، والعشوائية هى فى عدم ترتيبها على حسب اللون الأدبى أو الكاتب بل تأتى   كلها  متتالية  بطريقة ساحرة تخطف الأنظار .
رائحة الكتب ليست مجرد رائحة قديمة بل إنها أشبه  بترياق للسعادة ومنشط للذاكرة رغم خطورتها صحيًا وتحذير الكثيرين من ضررها طبيًا  ، إننى مجرد ما أستنشق كتاب من تلك الكتب القديمة أغمض عينى لأعود تلقائيا  بالزمن إلى مرحلة الطفولة فى المدرسة الإبتدائية  ، أعود إلى نفس اللحظة  التى وقفت فيها أمام باب المكتبة لأول مرة  وأعلاه كتب بخط عربى مميز " فيها كتب قيمة " بالتأكيد لن تسعدنى وقفة مثل تلك أبد الآبدين  ، كانت أشبه بعالم سحرى ، خيالى لا يقارن، ، كنت أقرأ أعداد كاملة وسلاسل فى زمن قياسى كان شغف لا يقارن  وهوس لن يتكرر  ، أعتقد أننى قرأت كامل ما فى المكتبة ، لاحظ المسؤول عنها هذا الشغف أعطانى مفتاح المكتبة  ويالها من سعادة كنت أقضى كل أوقات الفراغ هناك  أغلق الباب على  عالمى واعلن لن يقترب منه أحد ولن يدخله أى شخص ، وفى بداية كل عام كانت الوزارة  ترسل أعدادًا جديدة ومتنوعة كنت أطلع عليها قبل أى أحد ألتهمها بمفردى  ، أتذكر مرة مساومة حدثت على كتاب كان هناك طفل فى نفس سنى معه كتاب عن أبى ذر الغفارى وكان معى بعض من الساندوتشات طلبت منه الكتاب فطلب مقابل له الساندوتشات،،  دار صراع خفى بين جوع المعرفة وجوع الغريزة،  انتهى لصالح المعرفة فى شغف لم يتكرر ولم يتواجد بعدها ،أعطيته الساندوتشات رغم جوعى وحاجتى للأكل  وأخذت الكتاب  لسد جوعى من شغف القراءة ،  الأعجب أننى من وقتها أعجبت بشخصيته ربما  لأنه كان يحمل لمحة تمرد وكان دائم السخط  ، 
ولكن ليست الرائحة هى  الشىء الوحيد  المميز فى الكتب القديمة بل  هناك ما هو أكثر من ذلك  ، فعلى عكس الشائع  فى مصر وهو أن الكتب والطبعات القديمة لاسعر لها  وتباع  بجنيهات معدودة،  فالطبيعى أن يكون العكس  فكلما كانت الطبعة قديمة وأولية كلما زادت قيمتها المادية والمعنوية  وهذا بديهى لمن يعرف قيمة ذلك وهو مالا يحدث وهو ما أستفيد منه ماديًا ومعنويأً .
-  أيضًا هناك الإهداءات أو التعليقات من القارىء السابق كان لدى هوس بشراء أى كتاب يحمل اى تعليق لقارىء سابق  ،  فهو ليس مجرد تعليق أو حتى توقيع بل هو إثبات حضور تعودت من بعدها أن أسجل توقيعى وتعليقى لمن يقرأه من بعدى ، هل هناك دليل على العود الأبدى أكثرمن ذلك إن الأمر اشبه بشخص لم تراه ولكن رأيت روحه وكلماته على نفس الكتاب ، إنك بمجرد أن تقرأ كتاب قد قرأه شخص قبلك قد أصبحت صديقًا له وأصبح هناك شىء مشترك بينكما هو هذا الكتاب ، عديد من الكتب كانت هناك كلمات للحب وعن الحب كتبها آخرون لتصل إلى يدى وأتعهد أن أسلمها لمن يأتى من بعدى .
- تذكار لطيف أو هدية أنيقة : من أهم المفاجآت التى تحتويها الكتب القديمة هى إذا عثرت على ورقة ما أو صورة لطيفة أو تذكار رقيق  أتذكر مرة  وجدت الصورة الأشهر لفيلم تايتانيك لأبطال العمل وهى صورة مميزة وكانت رمزًا للرومانسية لفترة ليست بالقليلة  واتذكر مرة ورقة مطبوعة من فئة الخمسون جنيه المصرية  .
- إهداء الكاتب : وهى نادرة جدًا ولم  أجدها سوى فى رواية  لإسماعيل ولى الدين  إهداء بخط يده وكتب معه تاريخ التوقيع   وهو من الكتاب الذين أحبهم وقرأت معظم ما كتبه  من أعمال وسأوصل قرائتها كاملة .
اتمنى أن أقرأ كل كتاب تمت كتابته على مر التاريخ والعصور وأتمنى من كل قلبى أن تكون لى مكتبتى الخاصة والتى حتوى على نسخة من كل كتاب  قد كتبه إنسان إو  حتى منزل من السماء  أو نقله إنسان عن جان  ، أتمنى أن أفارق الحياة وفى يدى كتاب . وتحت رأسى رواية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق