كيف يمكن للعقل أن يحتفظ بذكرى من كتاب ؟ ، كيف للشخص أن يعيش فقط على لحظات من فترات سابقة فى حياته ، من طفولته تحديدًا ، تضع تلك اللحظات فى جانب خفى من الذاكرة لتلجأ إليها عند الحاجة ، لتحاول لم شتات نفسك واستعادة ماتبقى منك ، لتتذكر كم كانت الحياة جميلة والأيام كانت رائعة ، كم كانت مدهشة القراءة والتمتع بالكتب والتنقل بين العوالم المختلفة ، الأبطال الذين أحببناهم والحياة التى تمنينا أن نعيشها ، تدرك كم كنت رائعًا والأحلام كانت قابلة للتحقق لتكتشف الآن كم كنت ساذجًا ، لحظة مميزة أحتفظ بها كانت من ملف المستقبل على ما أعتقد ولست أجزم للدكتور نبيل فاروق ، البطل يضحى بحياته من أجل أصدقائه وقبل أن يفعل ذلك يقول " وإذا كان الموت آتيً لا ريب فيه فلأمت فى سبيل من احب " لم أحاول الإقتراب من تلك اللحظة ومازالت تلك الذكرى على نقائها ، فقط احتفظت بها كما هى ، لم أحاول تذكر فى أى عدد قرأتها ولا اسم البطل الذى أردت ان أكونه ، أضحى من أجل الجميع ، قبل أن نرى الحياة على حقيقتها ، لقد تعرضت تلك الأحلام للخدش والأمنيات للدهس تحت وطأة أشياء لا تفسير لنا ، لم يتبق لنا من كل تلك الأحلام وفى كل الحياة سوى لحظات ، فقط لحظات لا نعيشها بل نعيش على ذكراها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق