إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 4 نوفمبر 2020

العقل الباطن والذكريات الدفينة 3 مستعمرة العقاب

 هذه تدوينة تقراها على مسؤوليتك الشخصية وهى ليست سوى لمجرد التدوين فقط  لا أكثر من ذلك  ولا تعنى أحد سواى،  وأعتقد أنه لا يوجد سوى شخص واحد يمكن أن يتذكر ذلك ويؤكد كل مافيه  .
ستعمرة العقاب  : الكُتابْ 
المرحلة الاسوأ بعناوين متعددة 
 فساد ،  كذب متقن  ، صلاة بلا معنى ، شذوذ ، زواج وهمى ،علاقات غرامية  ، 
من اين أبدأ فى  المرحلة الأسوأ والأكثر تعقبدًا ، هل يمكنك أن تعيش أسيرا للحظة معينة ؟ أن تظل واقفًا هناك  لا تتحرك للامام؟  هل يمنك أن تتخيل ذكريات تلازمك ومواقف لا تقدر على التخلص منها ،  هل يعقل أن تعانى منها بعد مرور كثير من السنوات والمواقف والتغيرات  ؟؟!! 
إننا نتاج لحظاتنا الأولى  وأسرى لإدراكنا البديهى  ، إننا مجموع طفولتنا ،  لقد كنا مجرد  أوعية فارغة  وخاوية ، ، ولن يكون هناك سوى الباطل لأن  مردنا إلى اللحظة الأولى  وهى باطلة ،  خاوية مثلنا ، مثلى على الأقل ، مشوهة  ، تفوح منها رائحة الفساد ، إنها كمستنفع فسد ماءه   ، إنها كحياتى بلا معنى ولن يكون  لها معنى  ، إنها مِثلى  ، أو هى تجسدنى ، ليس فقط فسادًا مطلقًا  فيمكن علاجه ولا مرض  يمكن تطبيبه  ،ولا أذى يمكن مداواته ، ولا كسور يمكن إصلاحها ، إنه تشوه  فقط تشوه  لا سبيل لعلاجه ، ولا يمكن الشفاء منه إنه المرحلة الأسوأ فى  كل شىء  - مرحلة الوسط -  المكان الرمادى  ، فإذا كنت فى الجانب  الأبيض فأنت هانىء وإذا كنت على الأسود فأنت على الأقل تعرف مصيرك،  ولكن أن تكون رماديًا  لتكن كل الآلهة فى عونك فلا أحد يمكنه إنقاذك  .
يقول ناجى رحمة الغفور . 
كيف يمكن أن تتبع مراحل تشوه مختلفة فعلى خلاف  الطبيعة  كنت أسير فى حياتى ،  فهى تسير للتطور والإرتقاء،  وانا بخطى ثابتة نحو  التشوه والإنحطاط  ، لا يوجد تفسير أو مبرر ولكن نحاول تتبع ما يمكن تتبعه وذكر ما خفِى ، فقط للكتابة ليس أكثر .
الغزوة الثالثة  وسورة الاحزاب " وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا " 
لماذا كان كل هذا الخوف وهل عاصرت مثل هكذا خوف ؟ نعم 
لقد كان مجرد شم تلك الرائحة المميزة نذير شؤم ودليل على قرب العقاب ، يرتعد الجميع فى مساحة  لا تكفى لالتقاط الأنفاس  تخيلها كمستعمرة عقاب  من جهة  الشعور ، ومستعمرة نمل من حيث الشكل  فنحن كنا  صغارًا وقتها .
هل يمكن لكلمة  أن تؤذيك ؟ نعم  ويمكنها أن تقتلك بكل سهولة  
انتهى سحر هاروت وماروت؟  لم  يحدث لأن العالم كله لم يعرف سوى سحر الكلمة  >
البداية فى المستعمرة  كانت فى ساحة مسجد قديم  متهالك يوجد به خزان أرضى للمياه يعرف الجميع أن هناك من كان عقابه بالرمى فى هذا الخزان مرارًا وتكرارًا ، ثم الإنتقال إلى منزل قريب  منى ،  كان المشهد يمثل تكتل بشرى رهيب ، غوغاء لا تنتهى ، طنين وزنين ، بكاء وصراخ ، دموع وخوف وحزن ، لا يوجد سعادة هناك وتختفى الفرحة أيضًا ، مشاكسات ومناكفات  فى كل الإتجاهات .
تبدأ المرحلة الأولى  والأهم وهى الهجاء وتعلم الحروف والكلمات  ، أسلوب فريد ومتقن فى التعلم  ، تتضح قيمته على المدى البعيد فى النطق السليم للكلمات  والثبات فى مخارج الحروف  ، بعد تلك المرحلة  مرحلة حفظ القرآن  وهى تتم عبر مرحلتين الأولى 1- وِرْد يومى للقراءة والحفظ 2- تلاوة جزء مما سبق حفظه على أحد الكبار فى المستعمرة .
وطالما وجد الإنسان ووجدت معاملات  بشرية وًجِد بطبيعة الحال الفساد ، والفساد هنا  كان مناسبًا  للظرف والمكان  ربما بضعة قروش  أو لقيمات صغيرة  أو ربما وعد بخدمة  نعم فنحن قد سبقنا الأب الروحى وأيضًا الأمر لم يكن شخصيًا إنه فقط خاص بالمستعمرة والخضوع لقوانينها  ، كان  مكانًا صالحًا لدراسة نظرية التظور والإرتقاء والشذوذ المصاحب لها ، لا  بد وأن بن خلدون  قد تربى فى كًتاب فى صِغره لكى يكتب علم الإجتماع  .
كان الفساد هو طريقك للتخلص من العذاب .
وكان الكذب هو  وسيلتك للنجاة من العقاب .
لوكنت رسامًا  لرسمت مئات اللوحات البشعة والكئيبة  من الوجوه  الشاحبة الصغيرة  ، لو كنت  كاتبًا لكتبت مئات الروايات وسطرت الكلمات  التى تجعل كل من يقرأها   يشعر بالحزن فور انتهائها ، يحس بالإنتهاك أثناء قراءتها ، يدرك المعاناة  أثناء مطالعتها .
كان اليوم بألف مما تعدون خارجه، والدقيقة بساعة والساعة بيوم واليوم بشهر والشهر بسنة  ، كيف للزمن أن يتوقف ؟!!  إنه فعلًا يتوقف لا يتحرك  ، وكأنه تجسد  ليجسد المعاناة  ويظهر الخوف ، فقط الخوف هو الشعور الوحيد الملازم لكل الفترات وصالح لكل الاوقات  ، كيف يمكن أن أصف قوة الضربة  التى تتلقاها وتأثير الصفعة التى تنالها  والأساليب المبتكرة للضرب والتنكيل والذى كان يتم عن طريقين 1- الجِلدة : وهى قطعة من الغسالة القديمة سًيْر الغسالة كانت مدرجة ولها صوت طرقعة لو سمعه أحد وقتها لخر مغشيًا عليه  ، إن الأشياء لا تخيفنا لمجرد خوفنا منها فقط ، إنها تخيفنا أكثر عندما نتذكر  شعورنا وقتها ومعاناتنا لحظتها ،عندها فقط  نشعر بغصة فى القلب وألم وانكسار لا يًمحى  ، عند الضرب بها  آثارها تظل صامدة على الجسد ولسعتها شاهدة على الإنتهاك . 2- الفلكة  وهى قطعة الخشب أو الهراوة  ، يًربط بها قطعة صغيرة من حبل توضع داخلها  القدمان  وتقوم بلف الحبل على القدمان  حتى لايمكن الهرب ثم  ترقع القدمان لأعلى ويكون  الضرب على باطنهما ، أحقًا أن الماركيز دو ساد  هو من يتحمل إثم الساديية للأبد ؟  لا مبرر  لذلك مهما كانت الدوافع نبيلة  أو الأهداف مهمة  .أتذكر موقف يجسد المعاناة  كنت وقتها أحب السمك واتصل علمى وأنا فى الكتاب أنه يوجد سمك فى المنزل  وخبز من الفرن والذى لم يكن يأتى إلا فى المناسبات ، كل الامور مهيأة لغداء شهى  ، وقتها فى الكتاب أخذت صفعة  طالت نصف وجهى مع أذنى ،  استغرقت أسبوعين  لا أعرف  طعم أى شىء آكله ،   ولا  يوجد رغبة لاى شىء ، فقط  طنين  ،  لو ركزت قليلًا سيمكنك سماعه  .
الصلاة على مواقيتها ، الفرض  منها والنافلة  ، السنة المؤكدة وغير المؤكدة  ، التى تناسب الاطفال أو لا تناسبهم ، كنا صغارًا وفى الوقت الذى من المفترض فيه 
ان يكون  مخصصًا  للعب قبل ان تأخذ الحياة  دورتها ويأتى دورنا فى  مهلكتها ،
 ، فى مستنقع مثل ذلك لن  تجد فيه  إلا ما  يؤرق مضجعك ويثير حنقك  ويجعل تتمنى أن تلقى حتفك  أو ألقى أنا  حتفى  ،  لم يكن منتشرًا  بصورة كبيرة ولكنه كان  متواجدًا .
زواج وهمى وعلاقات  غرامية  لا يمكن الفصل بينهما  كلا منهما ترتب على الأخر ،  كما اعتمد الضعيف من الذكور  على الكذب ، اعتمدت الضعيفات من الصغار فى الإناث  على الاستسلام ، ولم يكن ذلك عن رغبة أو قبول بل كان  رغبة فى الخلاص ومحاولة الإفلات من العقاب ، واستمرار لمسلسل الفساد المستشرى بين صغار مستعمرة العقاب .
كانت تتم اجراءات الزواج بصورة وهمية وكان يوجد مأذون   ايضًا وشهود  هل كنا صغارًا  نتميز بالبراءة  ؟!!! أم حلت علينا لعنة مبكرة  ، أم  كنا نحمل بذرة فساد قمنا بتغذيتها  .
هى صفحات ماساوية  بلا حصر ، وكلمات  لا يمكن لها أن تصف ما حدث  ، واشخاص لا أعرف اين مصيرهم   ولكنها  مازالت  مدفونة فى ركن عميق  من العقل الباطن  ، أثقلتنى بذكرياتها فحررتها بكلماتى . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق