لا تسرق، لا تقتل: تلك كلمات كانت مقدسة في غابر الزمان، إذا سمعها إنسان جثا على ركبتبه واحنى رأسه وخلع نعليه. غير انني اسألكم فأجيبوا: هل وجد في الدنيا لصوص وقتلة اوفر سرقة واشد فتكاً ممن استفزتهم هذه الكلمات المقدسة؟ .
هذه هي الثرثرة القديمة لا تزال تحسب حكمة والناطقون بها شيوخ تفوح منهم رائحة الانزواء، والتعفن يكسب نبلاً، فهؤلاء الشيوخ لتعفنهم يكرمون وما يقصر الأطفال عن الإتيان بمثلِ وصاياهم. لقد لذعتهم النار فهم يخافونها، ان كتب الحكمة القديمة مشحونة بكثير من الأوهام الصبيانية.
ان من يدق السنابل لا يحق له ان يهزأ بمن يستخرج القمح منها. إن هؤلاء المستهزئين لمجانين يجدر بنا تقييدهم، فأمثالهم يجلسون الى الموائد دون ان يأتوها بشيء حتى ولو بشهية للطعام. فهم يجدفون قائلين: كل شيء باطل.
صدقوني أيها الأخوة إن من يحسن الأكل والشرب لا يمتلك فناء باطلاً.
حطموا، حطموا ألواح الوصايا التي كتبها من لايزالوان ابداً ساخطين متذمرين.
..........................................................................
هكذا تكلم زرادشت ـ فريدريك نيتشة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق