رأيت ام سعد جالسة هناك عجوزاً قوية ، اهترأ عمرها فى الكدح الشقى ، كانت كفاها مطويتين على حضنها ، ورأيتهما هناك جافتين كقطعتى حطب ، مشققتين كجذع هرم ، وعبر الأخاديد التى حفرتها فيهما سنون لا تحصى من العمل الصعب ، رأيت رحلتها الشقية مع سعد ، مذ كان طفلاً إلى أن شب رجلاً ، تعهدته هاتان الكفان الصلبتان مثلما تتعهد الأرض ساق العشبة الطرية ، والآن انفتحتا فجأة فطار من بينهما العصفور الذى كان هناك عشرين سنة
_ لقد التحق بالفدائيين .
...........................................................
رواية أم سعد
غسان كنفانى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق