المقال الذى كتبه عم جلال عقب مذبحة بورسعيد:
****************************
حتى لا يطير الدخان/ جلال عامر 4 فبراير 2012
امتنعت 72 ساعة عن الكتابة حداداً ونكَّست «القلم» وتأملت حتى أفهم، وعندما فهمت بكيت دون قنابل مسيلة للدموع.. فمن هو الظالم الذى حوَّل مدينة حاربت ثلاث دول من أجل الوطن إلى مدينة تحارب من أجل ثلاث نقاط.. من الذى شوَّه المجتمع وغيَّب الوعى وضيَّع العقول وأفهمنا أن الديكتاتورية هى أن نسرق البنوك فى السر والديمقراطية هى أن نسرق البنوك فى العلن، وأن الديكتاتورية تبيع مؤسسات الدولة لكن الديمقرطية تحرقها.. وإذا كان المواطن العادى يعيش على الأكجسين فإن الدول المتخلفة تعيش على قنابل الدخان، وتستمر الفوضى حتى لا يطير الدخان والمستخبى يبان.. لذلك نبحث عن المؤامرة الصغرى فى الشوارع والملاعب وننسى المؤامرة الكبرى على الوطن.. من الذى يعوق تطوير العلم والتعليم والإعلام؟ من الذى يزرع الكراهية فى المجتمع؟ من الذى خلط الاقتصاد بالسياسة ليبيع القطاع العام ويحصل على «مكاسب»؟ ومن الذى خلط الدين بالسياسة ليشترى الرأى العام ويحصل على «مناصب»؟ ولماذا خلطوا الرياضة بالسياسة لتحدث «المصائب»؟ فعرفنا القتل النوعى على الهوية الاقتصادية (الفقراء)، وعلى الهوية الدينية (الأقباط)، وعلى الهوية الرياضية (الأهلاوية).. من الذى جعل علاقاتنا الخارجية عن طريق الجماعات والجمعيات وليس عن طريق السفارات؟ ولماذا تحمى الشرطة الحدود بسبب الاتفاقية وينظم الجيش المرور بسبب الثورة؟ وهل بعد التلاعب فى الأنظمة سيتم التلاعب فى هذه الحدود؟ والشعب استدعى السيد المشير للتصرف وفوجئنا بعد عام بالسيد المشير يستدعى الشعب للتصرف! فإذا كان الشعب يستدعى المشير والمشير يستدعى الشعب فإن ما يحدث ليس ولادة فارس أو زعيم لكنه مخاض مستبد وطنى أو محتل أجنبى.. فى هذه الأيام إذا أردت أن تبرئ متهماً شكِّل له محكمة وإذا أردت أن تخفى الحقيقة شكِّل لها لجنة وإذا أردت أن تضيع شعباً اشغله بغياب الأنبوبة وغياب البنزين، ثم غيِّب عقله واخلط السياسة بالاقتصاد بالدين بالرياضة بحلم ميدان التحرير وفيلم شارع الهرم ومباريات كرة القدم ليتحول الوطن إلى رغيف «حواوشى».. وعلى مائدة الطعام يشبع الجميع وعلى مائدة القمار يخسر الجميع.
****************************
حتى لا يطير الدخان/ جلال عامر 4 فبراير 2012
امتنعت 72 ساعة عن الكتابة حداداً ونكَّست «القلم» وتأملت حتى أفهم، وعندما فهمت بكيت دون قنابل مسيلة للدموع.. فمن هو الظالم الذى حوَّل مدينة حاربت ثلاث دول من أجل الوطن إلى مدينة تحارب من أجل ثلاث نقاط.. من الذى شوَّه المجتمع وغيَّب الوعى وضيَّع العقول وأفهمنا أن الديكتاتورية هى أن نسرق البنوك فى السر والديمقراطية هى أن نسرق البنوك فى العلن، وأن الديكتاتورية تبيع مؤسسات الدولة لكن الديمقرطية تحرقها.. وإذا كان المواطن العادى يعيش على الأكجسين فإن الدول المتخلفة تعيش على قنابل الدخان، وتستمر الفوضى حتى لا يطير الدخان والمستخبى يبان.. لذلك نبحث عن المؤامرة الصغرى فى الشوارع والملاعب وننسى المؤامرة الكبرى على الوطن.. من الذى يعوق تطوير العلم والتعليم والإعلام؟ من الذى يزرع الكراهية فى المجتمع؟ من الذى خلط الاقتصاد بالسياسة ليبيع القطاع العام ويحصل على «مكاسب»؟ ومن الذى خلط الدين بالسياسة ليشترى الرأى العام ويحصل على «مناصب»؟ ولماذا خلطوا الرياضة بالسياسة لتحدث «المصائب»؟ فعرفنا القتل النوعى على الهوية الاقتصادية (الفقراء)، وعلى الهوية الدينية (الأقباط)، وعلى الهوية الرياضية (الأهلاوية).. من الذى جعل علاقاتنا الخارجية عن طريق الجماعات والجمعيات وليس عن طريق السفارات؟ ولماذا تحمى الشرطة الحدود بسبب الاتفاقية وينظم الجيش المرور بسبب الثورة؟ وهل بعد التلاعب فى الأنظمة سيتم التلاعب فى هذه الحدود؟ والشعب استدعى السيد المشير للتصرف وفوجئنا بعد عام بالسيد المشير يستدعى الشعب للتصرف! فإذا كان الشعب يستدعى المشير والمشير يستدعى الشعب فإن ما يحدث ليس ولادة فارس أو زعيم لكنه مخاض مستبد وطنى أو محتل أجنبى.. فى هذه الأيام إذا أردت أن تبرئ متهماً شكِّل له محكمة وإذا أردت أن تخفى الحقيقة شكِّل لها لجنة وإذا أردت أن تضيع شعباً اشغله بغياب الأنبوبة وغياب البنزين، ثم غيِّب عقله واخلط السياسة بالاقتصاد بالدين بالرياضة بحلم ميدان التحرير وفيلم شارع الهرم ومباريات كرة القدم ليتحول الوطن إلى رغيف «حواوشى».. وعلى مائدة الطعام يشبع الجميع وعلى مائدة القمار يخسر الجميع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق