إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 20 مارس 2015

افتتاحية مجلة الاهداف لجميلة العلايلى






الأهداف 
العدد الأول     30 محرم سنة 1368 ـ هـ أول ديسمبر سنة 1948 م السنة الأولي


بسم الله الرحمن الرحيم


أهدافنا ...................... 
(وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ) 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
أجل تحت تأثير إلهام علوي .وبتوجيه إشعاع سماوي  اتجهنا بتفكيرنا ومشاعرنا نجو الهدف السامي الذي خلق من أجله الكون والإنسان .. ولم نهتد عن ارتجال , بل بعد ان تشعب تفكيرنا وطال تأملنا وبعد بصرنا وأرهف احساسنا وظللنا نبحث وندرس ونجوب الافاق ونضرب في الشعاب متخبطين في الوهاد متعثرين في الصعاب نخلق  آنا ونهبط أحيانا يحبونا الأمل طورا ويحاربنا اليأس طورا , نسمو مع الأرواح العلوية ونعيش مضطرين مع أبناء المادية ..كل ذلك , لنعرف , ما السبب ؟ وما الغاية؟ وما الوسيلة لتحقيق أهدافنا المنشودة ..؟؟..أننا لم نخلق عبثا , بل خلقنا لنؤدي رسالة الكل إلي الكل رسالة الحب والخير والأمن والعدل والرحمة والسلام لتدعيم الايمان وتخليد شرائع السماء .وما كان الكتاب والمفكرون والمصلحون الا رسلا اختارهم الله ليحملوا مشاعل الرسل الأفدمين فعليهم أن يكونوا بالرسالة مؤمنين وعلي آدائها قادرين وفي سبيل تحقيقها يبذلون مالا يمكن أن يبذله أي إنسان يعيش لهدف سامي . ولقد كنا من قبل قانعين بأن نكتب لنلهم ونلهم لنكتب ليقرؤنا ويسمعنا من يفهم كنه أهدافنا لكن ايكفي هذا لتأدية الرسالة علي الوجه الأكمل ولايجتياز اكبر شوط في طريق الخير للإنسانية ؟؟ لا نظن ؟ إذ لا يمكن إن يقنع اصحاب المثل العليا وحملة المشاعل بان يقرأ ويسمع لهم القليل من ملايين البشرية الذين يتخبطون في دياجير القلق والخوف والبغض والحقد والحرب والخصام ؟؟... إذ عمق تفكيرهم وسعه امالهم تمتد بمشاعرهم وطموحهم إلي وراء الأبد إن كان وراءه بشر يسمعون ويقرءون !! .. إن مهمة صاحب الرسالة مهمة نبي ورسول فعليه إذا إن يحافظ علي كيان النبوة والرسالة وذلك برعاية الحق والخير والفضيلة والصدق والأمانة والعدالة .. ساعده الناس أو لم يساعدوه  ابتسم له الأمل أو تجهم وضعا علي عينيه منظارا مكبرا ليقرب البعيد فيعرف الحق من الباطل ويستمع إلي أدق الأصوات واضعفها ليدرك ما وراء النفوس من ظلم وألم وشكاية وحرمان فهل تري يحقق اصحاب الرسالات في هذا البلد الأهداف التي خلقوا ويعملوا من أجلها ؟؟ مازال الحق يضل طريقه وااسفاه !!. والعدالة  تائهة في بيداء الرغبات  والضمائر نائمة علي فراش الأهواء والنزعات ؟؟..وما يلاقيه الفرد في بيئته المحدودة تلاقيه الجماعة وتلاقيه الأمة وتلاقيه الشعوب جميعا .. ذلك لأن الوعي الروحي الذي يحمي الفرد من إغراء شيطانه ويحمي الجماعة من أضاليل المنافقين ويحمي الشعب من مكائد المستعمرين ليس له في الوجود مكان الا بقدر , قد لا يستطاع معه ضد التيار الجارف !! لذلك رأينا من الخير إن يحدد كل إنسان هدفه ليسير علي منهج  مستقيم يرسمه لنسه يتفق مع أنبل المقاصد واسماها لكي تتحد أهداف  الجماعة وبذلك يقوي إحساس الشعب الروحي  وينظم تفكيره القوي فيستطيع أن يكافح ويناضل ليبلغ هدفه المرموق .... ولما كان لابد لنا أن نعيش لتحقيق أهداف الإنسانية بقدر ما تدخره  أرواحنا من إيمان , ومشاعرنا من أخلاص لأنفسنا ولقومنا وشعوبنا فقد أخذنا علي عاتقنا بعون الله تعالي أن نمد يدنا لكل من ينشدنا المعونة ونجعل من أهدافنا مرآة تعكس خواطر كل مصلح وكاتب ومفكر وموجه وناقد محاربين الظلم والأثرة والحقد التنابذ والحرب والرياء والنفاق صارخين بأعلي صوت في أذن الضمائر النائمة التي تتحكم في الشعوب والأفراد في غير عدل وانصاف ورحمة محركين بأقلامنا القلوب الجامدة ليتنبه كل غافل ويحس كل جامد ويدرك كل لاهي ويقرر الجميع اننا لم تعد غفل ولم تعد أهل لهو واعتماد علي الغير بل إن التجارب والمحن التي مرت بوطننا وبالشعوب العربية حولت أبناءها الوادعين المطمئنين إلي أسود علي حماية أوطانهم قادرين . وان كل معتد يحاول الاعتداء علينا بالقول والفعل جزاؤه الهوان والخذلان بإذن الله تعالي .. وهاهي الأهداف .. منبر يعتلي عليه كل من يجيد النقد والارشاد والتوجيه والاصلاح , لا فرق عندنا بين من يمشي راكبا أو راجلا وغرضنا صريح نبيل هو إنقاذ الفكر الانساني والوعي الروحي من عثرته والدين السليم من مغريات الأباطيل  وأهدافنا .. هي أهداف كل مصري وكل شرقي , وكل انساني اتخذ شرائع السماء دينا يعمل بناموسها الأصيل ويسعى لتحقيق أهداف الخير والعدالة ونحن نقدر خطورة موقفنا ومدي الشوط المقدر علينا اجتيازه وما يبدو فيه من اشواك وصخور .. ولكننا  توكلنا علي الله وهو نعم الوكيل 
جميلة العلايلي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق