الحضارة لاتظهر فى أمة من الأمم إلا فى صورة وحى يهبط من السماء يكون للناس شرعة ومنهاجاً أو هى - على الأقل - تقوم أسسها فى توجيه الناس نحو معبود غيبى بالمعنى العام ، فكأنما قدر للإنسان ألا تشرق عليه شمس الحضارة إلا حيث يمتد نظره إلى ماوراء حياته الأرضية أو بعيداً عن حقبته ، إذ حينما يكتشف حقيقة حياته الكاملة ، يكتشف معها أسمى معانى الأشياء التى تهيمن عليها عبقريته وتتفاعل معها .
ومن هنا يستطيع المؤمن إدراك الحقيقة الساطعة التى يفسرها التاريخ فى الفقرة التى وردت فى أحد الكتب المنزلة القديمة :
" فى البدء كانت الروح " .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق