قال سهل بن هارون :
" إذا كان الخليفة بليغاً والسيد خطيباً فإنك تجد جمهور الناس واكثر الخاصة فيهما على امرين إما رجلاً يعطى كلاهما من التعظيم والتفضيل والإكبار والتبجيل على قدر حالهما فى نفسه ، وموقعهما من قلبه
وإما رجلاً تعرض له التهمة لنفسه فيهما والخوف من أن يكون تعظيمه لهما يوهمه من صواب قولهما ، وبلاغة كلامهما ، ماليس عندهما ، حتى يفرط فى الإشفاق ، ويسرف فى التهمة ، فالأول يزيد فى حقه للذى له فى نفسه ، والآخر ينقصه من حقه لتهمته لنفسه ، ولإشفاقه من ان يكون مخدوعاً فى أمره فإذا كان الحب يعمى عن المساوىء فالبغض أيضاً يعمى عن المحاسن
وليسَ يعرف حقائق مقادير المعانى ، ومحصول حدود لظائف الأمور ، إلا عالم حكيم ، ومعتدل الأخلاط عليم .
وإلا القوى المُنة ، الوثيق العقدة والذى لايميل مع مايستميل الجهور الأعظم والسواد الاكبر .
........................................................................
البيان والتبيين
الجاحظ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق