قالت الغجرية لغاسبار الذى يرى انه اصل العالم وكل الأشياء
" امنحنى يدك سأقرأ طالعك "
فتحت كفه وقالت ببطء ستموت عما قريب
- حين ادرك غاسبار معنى كلامها ضحك جلجل بضحكة قوية وطويلة حتى شعر على إثرها ببعض التعب فى الحلق لقد نظر إليها بإشفاق كما ينظر الحالق الى إحدى مخلوقاته التى تخبر بأنه سيموت ، كان أمرا مفرط الغرابة ومع ذلك شعر حين كان يضحك بقشعريرة تسرى سريان الثلج فى عموده الفقرى وكان الهواء البارد قد اخترق ملابسه وأحس بالجوع والبرد والتعب وشعر أنه هش كذلك وقابل للعطب ثم أحس بدوار فى الراس إلا أن يداً ما ، مالبثت أن أمسكت به يد الغجرية
- قالت انت ستموت لكنى أنا كذلك سأموت ، إنما قبلك .
ضمته الغجرية بقوة وكأنما كان ذلك عن حب بينما ظلت عيناها تلمعان ببريق حاقد
استرد غاسبار ملكاته الذهنية وقال :
- كلا ، لن تموتى إن شئت أنا ، لن تموتى أبداً .
......................................................................
رواية طائفة الانانيين ( ايريك ايمانويل شميت )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق