إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 13 مايو 2015

مقتطفات من رواية الغثيان جان بول سارتر 12

- اتت الحرب فتطوعت من غير ان ادرى لماذا  وقد بقيت عامين من غير ان افهم  لان حياة الجبهة كانت لاتدع الا وقتاً يسيراً  للتفكير ثم ان الجنود كانوا مفرطين فى الوحشية   ، وفى نهاية عام  1917 أُسرت  وقيل لى منذ ذلك الحين  ان كثيراً من الجنود قد استردوا فى الاسر  الايمان الذى كان يملأ طفولتهم 
واستطرد الرجل وهو  يرخى جفنتيه   على  حدقتيه الملتهبتين  :
- اننى  ياسيدى لا اؤمن بالله  ، فان العلم ينكر وجوده  ولكنى فى معسكر الاعتقال  تعلمت أن  اؤمن بالانسان  
_  سألته  ألا لانهم  كانوا يتحملون مصيرهم بشجاعة  ؟؟
فقال  بهيئة غامضة  : 
-  نعم كان هذا عنصراً آخراً والحق اننا  كنا نعامل معاملة طيبة   ولكن  كنت اقصد شيئاً آخراً  ففى شهور الحرب الأخيرة   كفوا  عن  أن  يعطونا عملاً   وحين كانت السماء تمطر  ، كانو يدخلوننا فى  سقيفة كبيرة   للالواح الخشبية   كنا نقف فيها مئتين تقريباً  متلاصقين  ، وكانوا يغلقون الباب 
ويتركوننا هناك  متلاصقين فيما بيننا  فى  ظلام شبه تام 
فى  أول الأمر  أحسست اننى ساختنق  ثم ارتفع فى فجأة فرح قوى  حتى كدت أنهار  واذ ذاك احسست  انى احب هؤلاء الرجال  كأنهم اخوة  وودت لو أقبلهم جميعاً  وبعد ذلك ، كنت أحس  الفرح نفسه  كلما دخلت السقيفة .
........................................................
الغثيان  
جان بول سارتر 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق