إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 9 مايو 2015

مقتطفات من رواية خان الخليلى نجيب محفوظ 5







أحب أحمد عاكف الفتاة جارته وقرر أن  يرمى بالقلب فى بحر لجى  يعلو به أمل  ويسفل به قنوط ،  ويذهب به رجاء ويجىء به بأس ، ويخيفه أفق مظلم  ويطمئنه شاطىء آمن  ، فما يدرى أين  المستقر  ولا أيان المنتهى  ، وحسبه من السرور  يقظة دبت  فى قلب موات  ، وليقظة القلوب  فرحة وإن أدى الإنسان   ثمنها من دمه  وراحة باله   ، وهل ينكر ان قلبه  جمد  من البرد وبرد بالنوم  وضاق بالراحة  ؟ فهاهى  ذى يقظة تدب  وتبشر  الشرفة بدوامها ، ماعقباها ؟ ماغايتها ؟  لا يبالى فى  سروره  الراهن ماينطوى عليه غده  ، فليشرق الأفق أو فليغرب ، وليبتسم الحظ أو فليتجهم  فحسبه أن قلبه صحا  ، وأنه منذ  أيام   ينتفض فى اضطراب  ، ويضطرب فى سرور  ، ويسر فى حيرة  ، ويتحير فى رجاء ، ويرجو فى خوف ، وياف فى لذة  ، هذه هى الحياة  ، والحياة أجمل من الموت  مهما كابد الحى من تعب ووجد الميت  من راحة .
.........................................
خان الخليلى  
نجيب محفوظ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق