أحب أحمد عاكف الفتاة جارته وقرر أن يرمى بالقلب فى بحر لجى يعلو به أمل ويسفل به قنوط ، ويذهب به رجاء ويجىء به بأس ، ويخيفه أفق مظلم ويطمئنه شاطىء آمن ، فما يدرى أين المستقر ولا أيان المنتهى ، وحسبه من السرور يقظة دبت فى قلب موات ، وليقظة القلوب فرحة وإن أدى الإنسان ثمنها من دمه وراحة باله ، وهل ينكر ان قلبه جمد من البرد وبرد بالنوم وضاق بالراحة ؟ فهاهى ذى يقظة تدب وتبشر الشرفة بدوامها ، ماعقباها ؟ ماغايتها ؟ لا يبالى فى سروره الراهن ماينطوى عليه غده ، فليشرق الأفق أو فليغرب ، وليبتسم الحظ أو فليتجهم فحسبه أن قلبه صحا ، وأنه منذ أيام ينتفض فى اضطراب ، ويضطرب فى سرور ، ويسر فى حيرة ، ويتحير فى رجاء ، ويرجو فى خوف ، وياف فى لذة ، هذه هى الحياة ، والحياة أجمل من الموت مهما كابد الحى من تعب ووجد الميت من راحة .
.........................................
خان الخليلى
نجيب محفوظ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق