نهض فى الصباح الباكر نشيطا ، فتح النافذة واطل منها على الحى العجيب فوجد الحى يتمطى مستيقظاً فالدكاكين ترفع أبوابها ونوافذ الشقق تفتح على مصاريعها وباعة اللبن والصحف ينطلقون الى الطرق المتشابكة منادين بغير انقطاع ، وجذب انتباهه قدوم جماعات من " مشايخ " المعاهد الاولية الغلمان يسيرون زرافات نحو معاهدهم فى جبب سوداء وعمم بيضاء فذكروه " بالفشار " فى المقلى وانصت اليهم مستلذا وهم يرتلون معا ( هل اتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا ) وجعل رأسه يروح معهم ويجىء حتى ختموها ( يدخل من يشاء فى رحمته والظالمين أعد لهم عذابا أليما )
فذكر لتوه احمد راشد المحامى فهو من الذين اعد لهم العذاب الاليم وانه به لحقيق.
.............................................................
خان الخليلى
نجيب محفوظ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق