الإيمان شىء مختلف جدا عن الاعتقاد
فالاعتقاد هو التسليم المنهجى فى جدية مبالغة مسرفة ، بكلمات لم يتم تحليلها .
إن كلمات بولس ، وكلمات محمد ، وكلمات ماركس ، وكلمات هتلر ، ينظر إليها الناس ويسلمون بها فى كثير من الجدية ، ثم ماذا يحدث ؟
مايحدث هو أن يتخذ التاريخ ذلك المسار المزدوج الذى لامعنى له : السادية ضد الواجب أو " فى وضع أسوأ بشكل لا يقارن " السادية باعتبارها " هى " الواجب التكريس المخلص يواجهه ويتوازى معه جنون العظمة والاضطهاد الذى انتظم فى مؤسسات واسعة ، راهبات الرحمة يرعين ويخدمن ضحايا وحشية المحاربين الصليبيين وأعضاء محاكم التفتيش المنتمين إلى كنائس هؤلاء الراهبات أنفسهن .
أما الإيمان على العكس من ذلك فلا يمكن أن يحمل على محمل الجد بإسراف أو مبالغة لأن الإيمان هو الثقة المبررة عملياً بقدرتنا على أن نعرف من نحن فى الحقيقة ، وعلى أن ننسى الكائن المنوى - من الديانة المانوية - المزدوج الذى سممه الاعتقاد فى الوجود الجيد .
" اعطنا اليوم إيماننا اليومى ، ولكن انقذنا ياربنا العزيز من الإعتقاد"
..............................................................
الجزيرة ألدوس هاكسلى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق