كان جيمس ماكفيل المتدين المتشدد قد عقد العزم على أنه لا ينبغى لأطفاله أن يكونوا ممن يؤمنون بيوم السبت وحده مثل يهود التوراة وكان عليهم ان يؤمنوا بكل كلمة من الهراء المقدس حتى فى أيام الاثنين وحتى فى عطلات نصف اليوم التى لا تسنغرق إلا فترة مابعد الظهر وكان عليهم أيضاً أن يؤمنوا بكل كيانهم وليس فقط بقمم رؤوسهم والتى تشبه السقوف المائلة فى المنازل القديمة ، كان لابد أن يلجهم قسراً الإيمان الكامل ومايصاحبه من سلام وهدوء كاملين . وكيف يكون ذلك؟
بان تطلعهم على الجحيم ولتهددهم بنيران جحيم أكثر يقيمون فيها الآن وبان نهددهم بالجحيم الذى ينتظرهم فيما بعد . فإذا رفضوا بعنادهم الأحمق أن يحصلوا على إلايمان الكامل وان يعيشوا فى سلام وهدوء فلتعطهم المزيد من الجحيم ولتهددهم بنيران جحيم اكثر توهجاً والتهاباً وأخبرهم فى نفس الوقت بأن الأعمال الصالحة ليست سوى أسمال وخرق ممزقة قذرة فى نظر الله ، ولكن فلتعاقبهم بعنف جراء كل إساءة فى السلوك أو الأدب قل لهم إنهم بالطبيعة والفطرة فسقة فاسدون فساداً كلياً ، ثم اضربهم جزاء لفطرتهم التى لايستطيعون منها فكاكاً.
.................................
الجزيرة ألدوس هاكسلى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق