- قال ويل :
بعدما اصيبت عمتى مارى بالسرطان بدأ جسدها فى الإنهيار ، بدأت الروح تفقد فضيلتها ، جوهرها وحيويتها الحقيقية، تبددت البطولة وذهبت شعاعاً وتبخرت المحبة والخير، وفى الشهور الأخيرة من حياتها لم تكن هى نفسها العمة مارى التى أحببتها وأعجبت بها ، كانت شخصاً آخراً ، كانت شخصاً - وهذه هى آخر اللمسات وأكثرها سخرية وأشدها شذوذاً - لا يكاد يمكن تمييزها عن اسوأ وأضعف العجائز التى كانت تمدهم بالصداقة وتدعم فيهم العزم وروح المقاومة .
كان لابد أن تحتقر وتشعر بالهوان؟ وحينما اكتمل الاضمحلال وبلغ غايته ، ماتت وحيدة ببطء وهى تتحمل آلاماً هائلة
ثم ردد ويل بإصرار : " وحيدة لأن أحداً بالطبع لا يستطيع أن يمد العون ، لا يستطيع أحد أن يكون حاضراً على الدوام .
ربما يقف الناس إلى جوارك على أهبة الإستعداد بينما أنت تتعذب وتحتضر ولكنهم يقفون على أهبة الإستعداد فى عالم آخر
أما فى عالمك " الخاص " فأنت وحيد وحدة مطلقة وحيد فى عذابك واحتضارك ، تماماً مثلما أنت وحيد فى الحب ، وحيد حتى فى اكثر أنواع اللذة جماعية ومدعاة للمشاركة .
.....................................................
الجزيرة ألدوس هاكسلى .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق