إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 28 أكتوبر 2015

مقتطفات من رواية الساعة الخامسة والعشرون قسطنطين جيورجيو10



 قال تريان  : 
" لقد قمت مرة بجولة بحرية فى  جوف غواصة   ومكثت  تحت الماء   حوالى ألف ساعة   ، إن فى الغواصات   جهازاً خاصاً  ينبىء بالوقت  المعين اللازم لتجديد الهواء  
أما من  قبل  فإن الغواصات لم تكن  تعرف  ذلك الجهاز بعد  ، لذلك فقد كان البحارة   يصحبون  معهم  عدداً من الارانب  البيضاء الى  جوف الغواصة  فإذا  تسمم الهواء  ماتت الارانب  ومن ذلك يعرف البحارة أن  لديهم  خمس ساعات   يحيون  خلالها  قبل أن يسقطوا فريسة للإختناق  فكان على قائد الغواصة   فى تلك اللحظة   أن يتخذ القرار الحاسم   ، إما الصعود إلى سطح الماء   ببذل جهد اليائسين   ،و إما البقاء فى   الأعماق والموت  مع البحارة  كلهم   وقد جرت العادة  بمؤاثرة القرار الثانى ، على  ان يقتل البحارة بعضهم بعضاً  بطلقات المسدس ، وفى الغواصة  اتلى  أبحرت فيها  لم يكن هنك أرانب بيضاء بل أجهزة  تقوم مقامها  وقد لاحظ القبطان  أننى أتحسس  نقص مولد الحموضة   فكان  يسخر من حساسيتى  ، لكنه لم يكن يركن الى  اجهزة  الغواصة   لأننى كنت  دائماً أدله  على الوقت   الذى ينقص فيه الهواء   يكفيه  أن يلقى علىَّ نظرة واحدة   ثم يستشير  آلته وأجهزته   فيجد  أن  دقتى مدهشة  
" إنها موهبة  نمتكلها نحن الأرانب البيضاء   وهى أننا نشعر بدنو الخطر  قبل أن يشعر به  البشر  بست ساعات  ، ونحس أن الجو بات  لا يصلح للتنفس   ، إننى أشعر منذ زمن بمثل ذلك  كالشعور  الذى  كنت  أعلن عنه  عندما كنت على ظهر الغواصة ، 
أن الجو بات  خانقاً .
.............................................................
رواية الساعة الخامسة والعشرون   قسطنطين  جيورجيو 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق