إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 31 أكتوبر 2015

مقتطفات من رواية بين القصرين نجيب محفوظ 2



كان  لحجرة الفرن فى قلب أمينة على  عزلتها   علاقة بقلبها لا تهن  ،  فلو  حسب الزمن الذى قضته   بين  جدرانها لكان عمراً   ، إلى ماتتزين به  الحجرة   من مباهج المواسم  عند حلولها   حين تتطلع إليها القلوب الهاشة  لأفراح الحياة ـ وتتحلب الأفواه لألوان الطعام الشهية   التى  تقدمها موسماً بعد موسم   كخشاف رمضان  وقطائفه   ، وكعك عيد الفطر  وفطائره  ، وخروف عيد الأضحى الذى يسمن ويدلل  ثم يذبح  على  مشهد من الأبناء   فلا يعدم  دمعة رثاء   وسط بهجة شاملة  ، هنالك  تبدو  عين الفرن المقوسة   يلوح فى أعماقها  وهج النار  كجذوة الشرور المشتعلة   فى السرائر وكأنها  زينة العيد  وبشائره  .
وإذا  كانت أمينة   تشعر بانها فى أعلى البيت   سيدة بالنيابة وممثلة لسلطان   لا تملك  منه  شيئاً  ، فهى فى هذا  المكان  ملكة لا شريك لها فى  ملكها  فهذه  الفرن تموت  وتحيا بأمرها .
......................................................
بين القصرين نجيب محفوظ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق