إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 31 أكتوبر 2015

مقتطفات من رواية بين القصرين نجيب محفوظ 3




جمعت  حياة أحمد عبد الجواد  شتى المتناقضات   التى تراوح بين العبادة  والفساد  ،وحازت  جميعها رضاه على  تناقضها  دون  أن يدعم هذا  التناقض بسند  من فلسفة ذاتية  أو  تدبير  مما يصطنع الناس من الوان  الرياء  ، بل كان يصدر عن  طبيعته الخاصة بقلب طيب  وسريرة نقية  وإخلاص فى كل مايفعل 
فقد أقبل يؤدى فرائض الله  جميعاً  فى  حب ويسر وسرور  وقلب عامر بحب الناس وبتلك الحيوية   فتح صدره  لمسرات  الحياة   ينهل من ملذاتها فى   فى فرح وبهجة   غير مثقل الضمير بإحساس  خطيئة   أو وسواس قلق  فهو يمارس  حقاً منحته  إياه  الحياة  ، وكأنما لا تعارض بين   حق الحياة على قلبه  وحق الله على ضميره  
الأرجح أنه كان يتلقى الحياة   بقلبه وإحساسه   دون  ثمة  تفكير أو  تأمل  ، وجد  بنفسه غرائز قوية   ، يطمح بعضها لله فراضها  بالعبادة ، ويتحفز بعضها الآخر للذات فأرواها باللهو   وخلطها بنفسه  جميعاً  آمناً مطمئناً  دون  أن يشق على  نفسه بالتوفيق بينها .
.................................................................
بين القصرين  
نجيب محفوظ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق