إن أغلال العبودية أقوى من الجسد البشرى .
...........................................
من إصدارات مسكيليانى للنشر
رواية الساعة الخامسة والعشرون
للكاتب الرومانى قسطنطين جيورجيو
ترجمة فائز كم نقش
.........................................................
الرواية التى تنتمى إلى أدب الديستوبيا تدور أحداثها فى أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية ، رواية داخل الرواية فى إطارها تقع الأحداث ، إيوهان موريتز بطل الاحداث الرئيسى الرومانى الذى يتم مصادرته بدون أى سبب وتتواصل الاحداث من معتقل إلى اخر بمجموع 106 معتقل فى 13 عام فى كامل أنحاء أوروبا بالاضافة الى معتقلات أمريكية .
..........................................................
فكرة الرواية الجوهرية هى سقوط الحضارة الأوروربية المتوقع نتيجة سقوط الإنسان واختفاء الإنسانية وحلول المواطنة مكانهما تنبأ الكاتب بسقوط غرب أوروبا وقيام الحضارة فى شرقها بدون روسيا .
...................................................
فى كل الأعمال التى تحدثت عن الحرب العالمية الثانية والتعذيب تم التركيز بشكل أكبر على اليهود والهولوكوست ولكن هنا تم التوضيح بشكل أكبر فلم يكن الامر مقتصرأً على اليهود فقط أو خاصاً لهم بل تعدى الى كثير من القوميات ومواطنى دول عديدة ، وفى حين تم التركيز على هتلر وجرائم النازية تم اغفال مذابح الشيوعية فى روسيا وماقامت به امريكا فى تبعات الحرب ومعتقلاتها .
.......................................................
أبرز مافى الرواية من قضايا :
1- الحرب على الهوية ومأساة الطائفية وخطرهما القادم على العالم
2- مأساة انقراض الإنسانية وانعدام قيمة الإنسان
3- دور أمريكا الخفى فى الحروب والمذابح وديموقراطيتها المزعومة
4- المأساة فى تحول الَضحية بدون اى تردد وفى أول فرصة سانحة إلى جلاد
5- تجارة البشر وعودة العبودية فى شكلها الحديث
.................................................
أهم مالفت نظرى فى الرواية بجانب الاحداث :
رسم الشخصيات المتقن وبالأخص
شخصية ايوهان موريتز شخصية نقية بدون اى شوائب أو ضغائن
وشخصية توريان كوروغا فلسفية متشائمة حزينة
ربما هو الأختبار الاصعب لأى كاتب شخصيات الرواية وتأثيرهم فى القارىء اختبار نجح فيه الكاتب باقتدار .
....................................................
فى إطار متشائم بالإضافة الى خط رومانسى وحس فنى كانت أحداث الرواية الرائعة
وفى انلهاية أنقل عن الكاتب :
" لكى يحب الإنسان ، ينبغى أن يستطيع الإيمان بالمستقبل ، ينبغى الإيمان بالسعادة بل وأكثر من ذلك ينبغى الإيمان بأن هذه السعادة أبدية وأنها لا يمكن أن تمنح لنا إلا من قبل من نحبه ويحبنا " .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق